اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 459
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حنين} وهو وادٍ بين مكَّة والطَّائف قاتل عليه نبيُّ الله عليه السَّلام هوازن وثقيفاً {إذ أعجبتكم كثرتكم} وذلك أنَّهم قالوا: لن نُغلب اليوم من قلَّةٍ وكانوا اثني عشر ألفاً {فلم تغن} لم تدفع عنكم شيئاً {وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رحبت} لشدَّة ما لحقكم من الخوف ضاقت عليكم الأرض على سعتها فلم تجدوا فيها موضعاً يصلح لقراركم {ثم وليتم مدبرين} انهزمتم أعلمهم الله تعالى أنَّهم ليسوا يغلبون بكثرتهم إنَّما يَغلبون بنصر الله
{ثم أنزل الله سكينته} وهو ما يسكن إليه القلب من لطف الله ورحمته {عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تروها} يريد: الملائكة {وعذب الذين كفروا} بأسيافكم ورماحكم {وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ}
{ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى من يشاء} فيهديهم إلى الإِسلام من الكفَّار {والله غفور رحيم} بمَنْ آمن
{يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس} لا يغتسلون من جنابةٍ ولا يتوضؤون من حدثٍ {فلا يقربوا المسجد الحرام} أَيْ: لا يدخلوا الحرم مُنعوا من دخول الحرم فالحرمُ حرامٌ على المشركين {بعد عامهم هذا} يعني: عام الفتح فلمَّا مُنعوا من دخول الحرم قال المسلمون: إنَّهم كانوا يأتون بالميرة فالآن تنقطع عنا المتاجر فأنزل الله تعالى: {وإن خفتم عيلة} فقراً {فسوف يغنيكم الله من فضله} فأسلم أهل جدَّة وصنعاء وجرش وحملوا الطَّعام إلى مكَّة وكفاهم الله ما كانوا يتخوَّفون {إنَّ الله عليم} بما يصلحكم {حكيم} فيما حكم في المشركين ثمَّ نزل في جهاد أهل الكتاب من اليهود والنَّصارى قوله:
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 459