اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 409
{فإذا جاءتهم الحسنة} الخصب وسعة الرِّزق {قَالُوا لَنَا هَذِهِ} أَيْ: إنَّا مستحقُّوه على العادة التي جرت لنا من النِّعمة ولم يعلموا أنَّه من الله فيشكروا عليه {وإن تصبهم سيئة} قحط وجدب {يطيروا} يتشاءموا {بموسى} وقومه وقالوا: إنَّما أصابنا هذا الشرُّ بشؤمهم {ألا إنَّما طائرهم عند الله} شؤمهم جاءهم بكفرهم بالله {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} أنَّ الذي أصابهم من الله
{وقالوا} بموسى: {مهما تأتنا به} أَيْ: متى ما تَأْتِنَا بِهِ {مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نحن لك بمؤمنين} فدعا عليهم موسى فأرسل الله عليهم السَّماء بالماء حتى امتلأت بيوت القِبْطِ ماءً ولم يدخل بيوت بني إسرائيل من الماء قطرة فذلك قوله:
{ولقد آخذنا آل فرعون بالسنين} بالجدوب لأهل البوادي {وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ} لأهل القرى وصرَّفنا الآيات: بيَّناها لهم من كلِّ نوعٍ {لعلهم يذكرون} كي يتَّعظوا
{فأرسلنا عليهم الطوفان} ودام ذلك سبعة أيَّام فقالوا: {يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} يكشف عنا فنؤمن لك فدعا ربَّه فكشف فلم يؤمنوا فبعث الله عليهم الجراد فأكلت عامَّة زروعهم وثمارهم فوعدوه أن يؤمنوا إن كشف عنهم فكشف فلم يؤمنوا فبعث الله عليهم القمَّل وهو الدّباء الصِّغار البق التي لا أجنحة لها فتتبَّعَ ما بقي من حروثهم وأشجارهم فصرخوا فكشف عنهم فلم يؤمنوا فعادوا بكفرهم فأرسل الله عليهم الضَّفادع تدخل في طعامهم وشرابهم فعاهدوا موسى أن يؤمنوا فكشف عنهم فعادوا لكفرهم فأرسل الله عليهم الدَّم فسال النِّيل عليهم دماً وصارت مياههم كلُّها دماً فذلك قوله: {آيات مفصلات} مبيَّنات {فاستكبروا} عن عبادة الله
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 409