اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 408
{وما تنقم منا} وما تطعن علينا ولا تكره منَّا {إلاَّ أن آمنا بآيات ربنا} ما أتى به موسى من العصا واليد {ربنا أفرغ علينا صبراً} اصبب علينا الصَّبر عند الصَّلب والقطع حتى لا نرجع كفَّاراً {وتوفنا مسلمين} على دين موسى ثمَّ أغرى الملأ من قوم فرعون بموسى فقالوا:
{أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض} ليدعوا النَّاس إلى مخالفتك وعبادة غيرك {ويذرك وآلهتك} وذلك أنَّ فرعون كان قد صنع لقومه أصناماً صغاراً وأمرهم بعبادتها وقال: أنا ربُّكم ورب هذه الأصنام فلذلك قوله: {أنا ربُّكم الأعلى} فقال فرعون: {سنقتل أَبْناءَهم} وكان قد ترك قتل أبناء بني إسرائيل فلمَّا كان من أمر موسى ما كان أعاد عليهم القتل فذلك قوله: {سنقتل أبناءهم ونَسْتَحْيِيَ نساءهم} للمهنة والخدمة {وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} وإنَّا على ذلك قادرون فشكا بنو إسرائيل إلى موسى إعادة القتل على أبنائهم فقال لهم موسى:
{اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} على ما يُفعل بكم {إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عباده} أطمعهم موسى أن يعطيهم الله ملكهم ومالهم {والعاقبة للمتقين} أَيْ: الجنَّة لمن اتَّقى وقيل النَّصر والظَّفر
{قالوا أوذينا} بالقتل الأوَّل {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا} بالرِّسالة {وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} بإعادة القتل علينا والإِتعاب في العمل {قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ} فرعون وقومه {وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ} يُملِّككم ما كان يملك فرعون {فينظر كيف تعملون} فيرى ذلك لوقوع ذلك منكم
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 408