اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 387
{ولقد مكنَّاكم في الأرض} ملَّكناكم فيما بين مكَّة إلى اليمن وإلى الشَّام يعني: مشركي مكَّة {وجعلنا لكم فيها معايش} ما تعيشون به من الرِّزق والمال والتجارة {قليلاً ما تشكرون} أَيْ: إنَّكم غير شاكرين لما أنعمت عليكم
{ولقد خلقناكم} يعني: آدم {ثم صوَّرناكم} في ظهره
{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} صاروا إلى العذاب {بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} يجحدون بما جاء به محمد عليه السَّلام
{والوزن يومئذ} يعني: وزن الأعمال يوم السُّؤال الذي ذُكر في قوله: {فلنسألنَّ} {الحق} العدل وذلك أنَّ أعمال المؤمنين تتصوَّر في صورةٍ حسنةٍ وأعمال الكافرين في صورةٍ قبيحة فتوزن تلك الصُّورة فذلك قوله: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المفلحون} النَّاجون الفائزون وهم المؤمنون
{فلنقصنَّ عليهم بعلم} لنخبرنَّهم بما عملوا بعلمٍ منَّا {وما كنا غائبين} عن الرُّسل والأمم ما بلَّغت وما ردَّ عليهم قومهم
{فلنسألن الذين أرسل إليهم} نسأل الأمم ماذا عملوا فيما جاءت به الرُّسل ونسأل الرُّسل هل بلَّغوا ما أُرسلوا به
{فما كان دعواهم} دعاؤهم وتضرُّعهم {إذ جاءهم بأسنا إلاَّ أن} أقرُّوا على أنفسهم بالشِّرك و {قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}
{قال ما منعك أن لا تسجد} لا زائدة معناها: ما منعك أن تسجد؟ وهو سؤالُ التَّوبيخ والتَّعنيف {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} معناه: منعني من السُّجود له أنِّي خيرٌ منه إذ كنتُ ناريَّاً وكان طينيَّاً فترك الأمر وقاس فعصى
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 387