اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 355
{وكذلك فتنا بعضهم ببعض} ابتلينا الغنيّ بالفقير والشَّريف بالوضيع {ليقولوا} يعني: الرُّؤساء {أهؤلاء} الفقراء والضُّعفاء {منَّ الله عليهم من بيننا} أنكروا أن يكونوا سبقوهم بفضيلةٍ أو خصُّوا بنعمةٍ فقال الله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} أيْ: إنَّما يهدي إلى دينه مَنْ يعلم أنَّه يشكر
{وأنذر به} خوِّف بالقرآن {الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ} يريد: المؤمنين يخافون يوم القيامة وما فيها من أهوال {لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ} يعني: إنَّ الشفاعة إنَّما تكون بإذنه ولا شفيعٌ ولا ناصرٌ لأحدٍ في القيامة إلاَّ بإذن الله {لعلهم يتقون} كي يخافوا في الآخرة وينتهوا عمَّا نهيتهم
{ولا تطرد الذين يدعون ربهم} نزلت في فقراء المؤمنين لمَّا قال رؤساء الكفَّار للنبي صلى الله عليه وسلم: نَحِّ هؤلاء عنك لنجالسك ونؤمن بك ومعنى: {يدعون ربهم بالغداة والعشي} يعبدون الله بالصَّلوات المكتوبة {يريدون وجهه} يطلبون ثواب الله {ما عليك من حسابهم} من رزقهم {من شيء} فَتَمَلُّهم وتطردهم {وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ} أَيْ: ليس رزقك عليهم ولا رزقهم عليك وإنَّما يرزقك وإياهم الله الرزاق فدعهم يدنوا منك ولا تطردهم {فَتَكُونَ مِنَ الظالمين} لهم بطردهم
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 355