اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 350
{وما الحياة الدنيا إلاَّ لعبٌ ولهو} لأنَّها تفنى وتنقضي كاللَّهو واللَّعب تكون لذَّةً فانيةً عن قريبٍ {وللدار الآخرة} الجنَّة {خير للذين يتقون} الشِّرك {أفلا تعقلون} أنَّها كذلك فلا تَفْتُروا في العمل لها ثم عزى نبيه صلى الله عليه وسلم على تكذيب قريش إيَّاه فقال:
{قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله} بالبعث والمصير إلى الله {حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة} فجأة {قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} قصَّرنا وضيَّعنا عمل الآخرة في الدُّنيا {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ} أثقالهم وآثامهم {على ظهورهم} وذلك أنَّ الكافر إذا خرج من قبره استقبله عمله أقبح شيءٍ صورةً وأخبثه ريحاً فيقول: أنا عملك السَّيِّىء طال ما ركبتني في الدُّنيا فأنا أركبك اليوم {ألا ساء ما يزرون} بئس الحمل ما حملوا
{وقالوا} يعني: الكفار {إن هي إلاَّ حياتنا الدنيا} أنكروا البعث
{ولو ترى إذ وقفوا على ربهم} عرفوا ربَّهم ضرورة وقيل: وقفوا على مسألة ربِّهم وتوبيخه إيَّاهم ويؤكِّد هذا قوله: {أليس هذا بالحق} أَيْ: هذا البعث فيقرُّون حين لا ينفعهم ذلك ويقولون: {بلى وربنا} فيقول الله تعالى: {فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كنتم تكفرون} بكفركم
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 350