اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 274
{يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم} سلاحكم عند لقاء العدوِّ {فانفروا} أَيْ: فانهضوا إلى لقاء العدوِّ {ثباتٍ} جماعاتٍ مُتفرِّقين إذا لم يكن معكم الرَّسول {أو انفروا جميعاً} إذا خرج الرَّسول إلى الجهاد
{وإنَّ منكم لَمَنْ ليُبطئنَّ} أَيْ: ليتخلفنَّ ويتثاقلنَّ عن الجهاد وهم المنافقون وجعلهم من المؤمنين من حيث إنَّهم أظهروا كلمة الإِسلام فدخلوا تحت حكمهم في الظَّاهر {فإن أصابتكم مصيبةٌ} من العدوِّ وجهدٌ من العيش {قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عليَّ} بالقعود حيث لم أحضر فيصيبني ما أصابكم
{ولئن أصابكم فضلٌ من الله} فتحٌ وغنيمة {ليقولنَّ} هذا المنافق قولَ نادمٍ حاسدٍ: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} أي: لأسعد بمثل ما سعدوا به من الغنيمة وقوله: {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} متصلٌ في المعنى بقوله: {قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ} {كأن لم تكن بينكم وبينه مودَّة} أَيْ: كأنْ لم يعاقدكم على الإِسلام ويعاضدكم على قتال عدوٍّكم ولم يكن بينكم وبينه مودة في الظَّاهر ثمَّ أمر المؤمنين بالقتال فقال:
{فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون} أَيْ: يبيعون {الحياة الدُّنيا بالآخرة} أَيْ: بالجنَّة أَيْ: يختارون الجنَّة على البقاء في الدُّنيا {ومَنْ يُقاتل في سبيل الله فيقتل} فيستشهد {أو يغلب} فيظفر فكلاهما سواءٌ وهو معنى قوله: {فسوف نؤتيه أجراً عظيماً} ثواباً لا صفة له ثمَّ حضَّ المؤمنين على الجهاد في سبيله لاستنقاذ ضعفة المؤمنين من أيدي المشركين فقال:
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 274