اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 187
{يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم} أَيْ: ثوابها {بالمنِّ} وهو أنْ يمنَّ بما أعطى {والأذى} وهو أن يوبِّخ المُعطي المُعطى له {كالذي ينفق} أَيْ: كإبطاله رياء النَّاس وهو المُنافق يعطي ليوهم أنَّه مؤمنٌ {فمثله} أَيْ: مَثلُ هذا المنافق {كَمَثَلِ صَفْوَانٍ} وهو الحجر الأملس {عَلَيْهِ تُرَابٌ فأصابه وابل} مطرٌ شديدٌ {فتركه صلداً} برَّاقاً أملس وهذا مَثلٌ ضربه الله تعالى للمانِّ والمنافق يعني: إنَّ النَّاس يرون في الظَّاهر أنَّ لهؤلاء أعمالاً كما يُرى التُّراب على هذا الحجر فإذا كان يوم القيامة اضمحلَّ كلُّه وبطل كما أذهب الوابل ما كان على الصفوان فلا يقدر أحدٌ من الخلق على ذلك التُّراب كذلك هؤلاء إذا قدموا على ربِّهم لم يجدوا شيئاً وهو قوله جلَّ وعزَّ {: لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ} أَيْ: على ثواب شَيْءٍ {مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الكافرين} لا يجعل جزاءهم على كفرهم أن يهديهم (ثمَّ ضرب مثلاً لمن ينفق يريد ما عند الله ولا يمنُّ ولا يؤذي فقال) :
{قول معروفٌ} كلامٌ حسنٌ وردٌّ على السَّائل جميل {ومغفرة} أَيْ: تجاوزٌ عن السَّائل إذا استطال عليه عند ردِّه {خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} أَيْ: مَنٌّ وتعييرٌ للسَّائل بالسُّؤال {والله غنيٌّ} عن صدقة العباد {حليم} إذ لم يعجِّل بالعقوبة على مَنْ يمنُّ
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يتبعون ما أنفقوا منَّاً} الآية وهو أن يقول: أحسنتُ إلى فلانٍ ونعشته وجبرت خلله يمنُّ بما فعل {ولا أذىً} وهو أن يذكر إحسانه لمن لا يحبُّ الذي أُحسن إليه وقوفه عليه
{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أَيْ: مَثلُ صدقاتهم وإنفاقهم {كمثل حبَّةٍ أنبتت سبع سنابل} يريد أنَّه يضاعف الواحد بسبع مائةٍ وجعله كالحبَّة تنبت سبع مائة حبَّةٍ ولا يشترط وجود هذا على ضرب المثل
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 187