اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 163
{كتب عليكم القتال} فُرض وأوجب عليكم الجهاد {وهو كرهٌ لكم} أَيْ: مشقَّةٌ عليكم لما يدخل منه على النَّفس والمال {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} لأنَّ في الغزو إحدى الحسنيين إمَّا الظفر والغنيمة وإمَّا الشَّهادة والجنَّة {وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شيئاً} أَيْ: القعود عن الغزو {وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} لما فيه من الذُّل والفقر وحرمان الغنيمة والأجر {والله يعلم} ما فيه مصالحكم فبادروا إلى ما يأمركم به وإنْ شقَّ عليكم
{يسألونك عن الشهر الحرام} نزلت في سريةٍ بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلوا المشركين وقد أهلَّ رجب وهم لا يعلمون ذلك فاستعظم المشركون سفك الدِّماء في رجب فأنزل الله تعالى: {يسألونك} يعني: المشركين وقيل: هم المسلمون {عن الشهر الحرام قتالٍ فيه} أَيْ: وعن قتالٍ فيه {قل قتالٌ فيه كبير} ثمَّ ابتدأ فقال: {وصد} ومنعٌ {عن سبيل الله} أَيْ: طاعته يعني: صدَّ المشركين رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وأصحابه عن البيت الحرام عام الحديبية {وكفر به} بالله {والمسجد الحرام} أَيْ: وصدٌّ عن المسجد الحرام {وإخراج أهله} أَيْ: أهل المسجد يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين أُخرجوا من مكَّة {منه أكبرُ} وأعظم وِزْراً {عند الله والفتنة} أَيْ: والشِّرك {أكبر من القتل} يعني: قتل السِّرية المشركين في رجب {ولا يزالون} يعني: المشركين {يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم} إلى الكفر {إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} الإِسلام أَيْ: يرجع فيموت على الكفر {فأولئك حبطت أعمالهم} (بطلت أعمالهم) فقال هؤلاء السَّرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أصبنا القوم في رجب أنرجو أن يكون لنا أجر المجاهدين في سبيل الله؟ فأنزل الله تعالى:
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 163