اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 161
{سل بني إسرائيل} سؤال توبيخ وتبكيتٍ وتقريعٍ (كما يُقال: سله كم وعظته فلم يقبل) {كم آتيناهم من آية بينةً} من فلق البحر وإنجائهم من عدوِّهم وإنزال المنِّ والسًّلوى وغير ذلك {وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جاءته} يعني: ما أنعم الله به عليهم من العلم بشأن محمِّدٍ عليه السَّلام فبدَّلوه وغيَّروه
{كان الناس} على عهد إبراهيم عليه السَّلام {أمة واحدة} كفاراً كلَّهم {فبعث الله النبيين} إبراهيم وغيره {وأنزل معهم الكتاب} والكتابُ اسم الجنس {بالحق} بالعدل والصِّدق {ليحكم بين الناس} أَيْ: الكتابُ {فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بغياً} أَيْ: وما اختلفَ في أمر محمَّدٍ بعد وضوح الدّلالات لهم بغياً وحسداً إلاَّ اليهودُ الذين أوتوا الكتاب لأنَّ المشركين - وإن اختلفوا في أمر محمَّد عليه السَّلام - فإنَّهم لم يفعلوا ذلك للبغي والحسد ولم تأتهم البيِّنات في شأن محمد عليه السَّلام كما أتت اليهود فاليهود مخصوصون من هذا الوجه {فهدى الله الذين آمنوا} {ل} معرفة {ما اختلفوا فيه من الحق بإذنه} بعلمه وإرادته فيهم
{زين للذين كفروا} أَيْ: رؤساء اليهود {الحياة الدُّنيا} فهي هِمَّتهم وطِلبتهم فهم لا يريدون غيرها {ويسخرون من الذين آمنوا} أَيْ: فقراء المهاجرين {وَالَّذِينَ اتَّقَوْا} الشِّرك وهم هؤلاء الفقراء {فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} لأنَّهم في الجنَّة وهي عاليةٌ والكافرين في النَّار وهي هاويةٌ {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يشاء بغير حساب} يريد: إِنَّ أموال قريظة والنَّضير تصيرُ إليهم بلا حسابٍ ولا قتالٍ بل بأسهل شيءٍ وأيسره
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 161