اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 129
{إنا أرسلناك بالحق} بالقرآن والإسلام أَيْ: مع الحقِّ {بشيراً} مُبشِّراً للمؤمنين {ونذيراً} مُخوِّفاً ومُحذِّراً للكافرين {ولا تُسأل عن أصحاب الجحيم} أَيْ: لست بمسؤولٍ عنهم وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أنَّ الله عز وجل أنزل بأسه باليهود لآمنوا فأنزل الله تعالى هذه الآية أَيْ: ليس عليك من شأنهم عُهدةٌ ولا تبعة
{ولن ترضى عنك اليهود} الآية نزلت في تحويل القبلة وذلك أنَّ اليهود والنَّصارى كانوا يرجون أنَّ محمدا صلى الله عليه وسلم يرجع إلى دينهم فلمَّا صرف الله تعالى القِبلة إلى الكعبة شقَّ عليهم وأيسوا منه أن يوافقهم على دينهم فأنزل الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تتبع ملتهم} يعني: دينهم وتصلِّي إلى قبلتهم {قل إنَّ هدى الله هو الهدى} أَي: الصِّراط الذي دعا إليه وهدى إليه هو طريق الحقِّ {ولَئِنِ اتبعت أهواءهم} يعني: ما كانوا يدعونه إليه من المهادنة والإِمهال {بعد الذي جاءك من العلم} أَي: البيان بأنَّ دين الله عز وجل هو الإسلام وأنَّهم على الضلالة {مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نصير}
{الذين آتيناهم الكتاب} يعني: مؤمني اليهود {يتلونه حق تلاوته} يقرؤونه كما أُنزل ولا يُحرِّفونه ويتَّبعونه حقَّ اتباعه
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 129