اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 125
{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء} لمَّا قدم وفد نجران فتنازعوا مع اليهود وكفَّر كلُّ واحدٍ من الفريقين الآخر وقوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب} يعني: إنَّ الفريقين يتلون التَّوراة وقد وقع بينهما هذا الاختلاف وكتابهم واحد فدلَّ بهذا على ضلالتهم {كذلك قال الذين لا يعلمون} يعني: كفَّار الأمم الماضية وكفَّار هذه الأمَّة {مثل قولهم} في تكذيب الأنبياء والاختلاف عليهم فسبيل هؤلاء الذين يتلون الكتاب كسبيل مَنْ لا يعلم الكتاب من المشركين في الإنكار لدين الله سبحانه {فالله يحكم بينهم} أَيْ يُريهم عياناً مَنْ يدخل الجنَّة ومَنْ يدخل النَّار
{ودَّ كثيرٌ من أهل الكتاب} نزلت حين قالت اليهود للمسلمين بعد وقعة أُحدٍ: ألم تروا إلى ما أصابكم ولو كنتم على الحق ما هزمتم فارجعوا إلى ديننا فذلك قوله تعالى: {لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا من عند أنفسهم} أَيْ: فِي حكمهم وتديّنهم ما لم يؤمروا به {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لهم الحق} فِي التَّوراة أنَّ قول محمَّدٍ صدقٌ ودينه حقٌّ {فاعفوا واصفحوا} وأعرضوا عن مساوئ أخلقهم وكلامهم وغلِّ قلوبهم {حتى يأتي الله بأمره} بالقتال
قال تعالى {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بما تعملون بصير}
{وقالوا لن يدخل الجنة} أَيْ: قالت اليهود: لن يدخل الجنَّة {إلاَّ مَنْ كان هوداً} وقالت النَّصارى: لن يدخلها إلاَّ النَّصارى {تلك أمانيهم} التي تمنَّوها على الله سبحانه باطلاً {قل هاتوا برهانكم} قرِّبوا حجَّتكم على ما تقولون ثمَّ بيَّن مَنْ يدخلها فقال:
{بلى} يدخلها {مَنْ أسلم وجهه لله} انقاد لأمره وبذل له وجهه في السُّجود {وهو محسن} مؤمنٌ مصدقٌ بالقرآن
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 125