اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 1200
{فصبَّ عليهم ربك سوط عذاب} أَيْ: جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب
{وإمَّا إذا ما ابتلاه فقدر} فضيَّق {عليه رزقه فيقول: ربي أهانن} يرى الهوان في قلَّة حظِّه من الدنيا وهذا صفة الكافر فأما المؤمن فالكرامة عنده أن يُكرمه الله بطاعته والهوان أن يُهينه بمعصيته ثم رَدَّ هذا على الكافر فقال:
{الذين طغوا في البلاد}
{إنَّ ربك} جواب القسم الذي في أوَّل السُّورة {لبالمرصاد} بحيث يرى ويسمع ويرصد أعمال بني آدم
{كلا} أي: ليس الأمر كما يظنُّ هذا الكافر {بل لا تكرمون اليتيم} إخبارٌ عمَّا كانوا يفعلونه من ترك اليتيم وحرمانه ما يستحقُّ من الميراث
{فأكثروا فيها الفساد}
{وثمود الذين جابوا} قطعوا {الصخر} فاتَّخذوا منها البيوت {بالواد} يعني: وادي القرى وكانت مساكنهم هناك
{التي لم يخلق مثلها في البلاد} في بطشهم وقوَّتهم وطول قامتهم
{إرم} يعني: عاداً الأولى وهو عاد بن عوص بن إرم وإرم: اسم القبيلة {ذات العماد} أَيْ: ذات الطُّول وقيل: ذات البناء الرفيع وقيل: ذات العمد السيَّارة وذلك أنَّهم كانوا أهل عمدٍ سيَّارة ينتجعون الغيث
{فأمَّا الإنسان} يعني: الكافر {إذا ما ابتلاه ربُّه} امتحنه بالنِّعمة والسَّعة {فأكرمه} بالمال {ونعَّمة} بما وسَّع عليه {فيقول ربي أكرمنِ} لا يرى الكرامة من الله إلاَّ بكثرة الحظِّ من الدُّنيا
{وفرعون ذي الأوتاد} ذي الجنود والجموع الكثيرة وكانت لهم مضارب كثيرةٌ يوتدونها في أسفارهم وقوله:
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 1200