اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 119
{قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إن كنتم صادقين} كانت اليهود تقول: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا فقيل لهم: إن كنتم صادقين فتمنَّوا الموت فإنَّ مَنْ كان لا يشكُّ فِي أنَّه صائر إلى الجنَّةِ فالجنَّةُ آثرُ عنده
{ولن يتمنوه أبداً} لأنَّهم عرفوا أنَّهم كفرةٌ ولا نصيب لهم فِي الجنَّة وهو قوله تعالى: {بما قدَّمت أيديهم} أيْ: بما عملوا من كتمان أمر محمد صلى الله عليه وسلم وتغيير نعته {واللَّهُ عليم بالظالمين} فيه معنى التَّهديد
{ولتجدنهم} يا محمَّدُ يعني: علماءَ اليهود {أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} لأنَّهم علموا أنَّهم صائرون إلى النَّار إذا ماتوا لما أتوا به في أمر محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم {ومن الذين أشركوا} أَيْ: وأحرص من منكري البعث ومَنْ أنكر البعث أحبَّ طول العمر لأنَّه لا يرجو بعثاً فاليهود أحرص منهم لأنَّهم علموا ما جنوا فهم يخافون النَّار {يود أحدكم} أَيْ: أحد اليهود {لو يعمَّرُ ألف سنة} لأنَّه يعلم أنَّ آخرته قد فَسَدَتْ عليه {وما هو} أَيْ: وما أحدهم {بِمُزَحْزِحِهِ} بِمُبْعِدِهِ من {العذاب أن يعمَّر} تعميره
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 119