اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 1081
{ولولا أن كتب الله} قضى الله {عليهم الجلاء} الخروج عن الوطن {لعذَّبهم في الدنيا} بالقتل والسَّبى كما فعل بقريظة
{ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب}
{ما قطعتم من لينة} من نخلةٍ من نخيلهم {أو تركتموها قائمة} فلم تقطعوها {فبإذن الله} أي: إنَّه أذن في ذلك إِنْ شئتم قطعتم وإنْ شئتم تركتم وذلك أنَّهم لمَّا تحصَّنوا بحصونهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع نخيلهم وإحراقها فجزعوا من ذلك وقالوا: من أين لك يا محمَّد عقر الشَّجر المثمر؟ واختلف المسلمون في ذلك فمنهم مَنْ قطع غيظاً لهم ومنهم من ترك القطع وقالوا: هو مالنا: أفاء الله علينا به فأخبر الله أنَّ كلَّ ذلك من القطع والتَّرك بإذنه {وليخزي الفاسقين} وليذلَّ اليهود وليغيظهم
{وما أفاء الله على رسوله} ردَّ الله على رسوله ورجع إليه {منهم} من بني النَّضير من الأموال {فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب} أَيْ: ما حملتم خيلكم ولا إبلكم على الوجيف إليه وهو السَّير السَّريع والمعنى: لم تركبوا إليه خيلاً ولا إبلاً ولا قطعتم إليه شفة فهو خالصٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل فيه ما أحبَّ وليس كالغنيمة التي تكون للغانمين وهذا معنى قوله: {ولكنَّ الله يسلط رسله على مَنْ يشاء} الآية
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 1081