responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتخب في تفسير القرآن الكريم المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 584
56 - إنك - أيها الرسول - شديد الحرص على هداية قومك، ولكنك لا تستطيع أن تُدْخل فى الإسلام كل من تحب، ولكن الله يهدى للإيمان من علم فيهم قبول الهداية واختيارها، وهو الذى يعلم علما ليس فوقه علم من سيدخل فى صفوف المهتدين.

59 - وما كان من حكمة الله تعالى - وهو ربك الذى خلقك واصطفاك - أن يهلك المدن العظيمة إلا بعد أن يُرسل إلى أهلها رسولا بالمعجزات الباهرة يتلو عليهم الكتاب المنزل، ويبين لهم شرائعه، ثم لم يؤمنوا، وما كنا مُهلكى المدن العظيمة إلا وأهلها مستمرون على الظلم والاعتداء.

57 - وقال مشركوا مكة للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - معتذرين عن بقائهم على دينهم: إن اتبعناك على دينك أخرجَنَا العرب من بلدنا وغلبونا على سلطاننا. وهم كاذبون فيما يعتذرون به، فقد ثَبَّتَ الله أقدامهم ببلدهم، وجعله حرما يأمنون فيه - وهم كفرة - من الإغارة والقتل، وتُحمل إليه الثمرات والخيرات المتنوعة الكثيرة رزقاً يسوقه الله إليهم من كل جهة، فكيف يستقيم أن يسلبهم الأمن ويعرضهم للتخطف إذا ضموا إلى حرمة البيت الإيمان بمحمد؟ ولكن أكثرهم لا يعلمون الحق، ولو علموا لما خافوا التَّخطف.

55 - وإذا سمعوا الباطل من الجاهلين انصرفوا عنه تنزها وترفعا، وقالوا: لنا أعمالنا الحقة لا نحيد عنها، ولكم أعمالكم الباطلة ووزرها عليكم، ونحن نترككم وشأنكم لأننا لا نريد صحبة الجاهلين.

58 - لم يعتبر هؤلاء بمصاير الأمم السابقة، فقد أهلك الله قرى الذين اغتروا بنعمة الله ثم كفروا بها وبالله، وهذه ديارهم خاوية لا تصلح للسكن بعدهم إلا فترات عابرة للمارين بها، ولم يبق لها مالك بعدهم إلا الله ذو الجلال والإكرام.

اسم الکتاب : المنتخب في تفسير القرآن الكريم المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 584
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست