responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتخب في تفسير القرآن الكريم المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 33
149 - فَاسْتقْبل - يا محمد - ومن اتبعك المسجد الحرام فى صلاتك من كل مكان كنت فيه، سواء كان ذلك فى حال إقامتك أم فى حال سفرك وخروجك من مكان إقامتك، وإن هذا لهو الحق الموافق لحكمة ربك الرفيق بك، فاحرص عليه أنت وأمَّتك، فإن الله سيجازيكم أحسن الجزاء، والله عالم علماً لا يخفى عليه شئ من عملكم.

150 - والتزم أمر الله فى القبلة واحرص عليه أنت وأمتك، فاجعل وجهك فى ناحية المسجد الحرام من كل مكان خرجت إليه فى أسفارك، واستقبلوه حيثما كنتم من أقطار الأرض مسافرين أو مقيمين، لينقطع ما يحاجّكم به المخالفون ويجادلونكم به، وإذا لم تمتثلوا لأمر هذا التحويل فسيقول اليهود: كيف يصلى محمد إلى بيت المقدس والنبى المنعوت فى كتبنا من أوصافه التحول إلى الكعبة؟ وسيقول المشركون العرب كيف يدعى ملة إبراهيم ويخالف قبلته؟ على أن الظالمين الزائغين عن الحق من الجانبين لن ينقطع جدالهم وضلالهم، بل سيقولون: ما تحوَّل إلى الكعبة إلا مَيْلا إلى دين قومه وحباً لبلده، فلا تبالوا بهم فإن مطاعنهم لا تضركم، وَاخْشَوْنِ فلا تخالفوا أمرى، وقد أردنا بهذا الأمر أن نتم النعمة عليكم وأن تكون هذه القبلة التى وجهناكم إليها أدعى إلى ثباتكم على الهداية والتوفيق.

148 - إن هذه القبلة التى حولناك إليها هى قبلتك وقبلة أمتك، وكذلك لكل أمة قبلة تتجه إليها فى صلاتها حسب شريعتها السابقة، وليس فى ذلك شئ من التفاضل، وإنما التفاضل فى فعل الطاعات وعمل الخيرات، فسارعوا إلى الخيرات وتنافسوا فيها، وسيحاسبكم الله على ذلك، فإنه سيجمعكم يوم القيامة من أى موضع كنتم، ولن يفلت منه أحد، وبيده كل شئ بما فى ذلك الإماتة والإحياء والبعث والنشور.

اسم الکتاب : المنتخب في تفسير القرآن الكريم المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست