responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل المؤلف : عبد الفتاح إبراهيم سلامة    الجزء : 1  صفحة : 207
كيفية دعاء النار للكافرين:
ومما له عُلقة بما سبق من سؤال النار وجوابها، ما ورد في وصفها من قول الحق جل ذكره: {تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلى وَجَمَعَ فَأَوْعَى} (17، 18: المعارج) .
وفي معنى (تدعو) كانت للمفسرين هذه التأويلات:
1- الدعاء على ظاهره، بمعنى القول والنداء، فتقول: إليَّ يا مشرك، إليَّ يا منافق، أو بتعبير ابن كثير[3]: "تدعو النار إليها أبناءها الذين خلقهم الله لها وكانوا في الدار الدنيا يعملون عملها؛ فتدعوهم يوم القيامة بلسان طلق ذلق ... ".
وهذا الرأي في تفسير الدعاء ذكره أكثر المفسرين حتى أولئك الذين ينهجون منهج القول بالتمثيل والتخييل، كالزمخشري[4] مثلا؛ فقد كان هذا الرأي من بين الآراء التي ذكرها، أما القرطبي[5] فقد قال عنه: "إنه هو الحقيقة التي تدعمها آي القرآن وصحيح الأخبار، ودعاء (لظى) يكون بخلق الحياة فيها حين تدعو وخوارق العادة كثيرة".
2- الدعاء بمعنى الإهلاك، تقول العرب: دعاك الله، أي أهلكك الله[6].
3- الدعاء ليس من جهنم وإنما هو من خزنتها، وأسند إليها من قبيل الإسناد المجازي.
الدعاء: هو تمكنها من عذابهم، وقد نقل القرطبي[7] في هذا المعنى عن

1 كذا بالأصل ومقصده تفاصيل الغيبيات.
2 ليتنا نتأسى بما قاله الإمام مالك رحمه الله: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول..) .
[3] انظر تفسير ابن كثير ج 4 ص 421.
[4] انظر تفسير الكشاف ج 3 ص 268.
[5] انظر الجامع لأحكام القرآن ج 18 ص 289 ببعض تصرف.
[6] كان هذا الرأي من بين الآراء التي ذكرها القرطبي، والزمخشري، والشوكاني وقاله ثعلب، ونقله ابن سيده في المخصص ج 2 ص 133 ونقله الشيخ المغربي في تفسير جزء تبارك مرتضيا له.
[7] انظر القرطبي ج 18 ص 289.
الله عليه وسلم وفي يد أصحابه، ولو فتح باب المجاز والعدول عن الظاهر في تفاصيل المقالة1 لاتسع الخرق، وضل كثير من الخلق عن الحق، وليس هذا كالظواهر الواردة في الإلهيات مما لم يجوز العقل اعتقاد ظاهرها2، فإن العدول فيها عن ظاهر الكلام بضرورة الانقياد إلى أدلة العقل المرشدة إلى الحق!! فاشدد يدك بما فصل في هذا الفصل مما أرشدتك به إلى منهج القرب والوصل، والله الموفق" ا?.
تعليق وجيز:
هذه العبارات الأخيرة تمثل ما تركه المعتزلة من قواعد في تفكير الأشاعرة.
اسم الکتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل المؤلف : عبد الفتاح إبراهيم سلامة    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست