responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل المؤلف : عبد الفتاح إبراهيم سلامة    الجزء : 1  صفحة : 190
والقرآن صريح في نزول جبريل عليه السلام، كما في قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ} (64: مريم) ، وقوله سبحانه: {وَلقَدْ رَآهُ نَزْلةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى} (13، 14: النجم) رأى رسول الله جبريل مرة ثانية على صورة الملائكة عند سدرة المنتهى.
ولقد رأى الرسول جبريل متشكلا في صورة بشرية لرجل من العرب هو دحية الكلبي، وفي حديث الصحيحين المروي عن أبي هريرة وعمر رضي الله عنهما قال عمر: "بينما نحن جلوس عند رسول الله ذات مرة إذ دخل علينا رجل، شديد بياض الوجه، شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر.." الخ الحديث، فهذه كلها صفات حسية.
وفي حديث بدء الوحي في الصحيحين ضم جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدره "..فأخذني فغطني[1] - بالتاء أو بالطاء - حتى بلغ مني الجهد مبلغه ثم أرسلني.."[2].
كل هذا وغيره كثير يدحض دعاوى الفلاسفة في كيفية الوحي[3].
على أن تصوير الوحي على أنه مكاشفات ومشاهدات على النحو المذكور، قول على الله بغير علم، وغض من قيمة الوحي، وتشكيك في كيفية تلقي القرآن، خاصة إذا علم القارئ أن هذه الألفاظ (المكاشفة والمشاهدة) انتقلت عند المتصوفة والفلاسفة عن وضعها اللغوي إلى وضع اصطلاحي، وعندهم أن المكاشفة تقع بزعمهم للولي فهي دون الوحي.. وإن زعم بعضهم أن مقام الولاية أعلى من مقام النبوة والرسالة، وعبر عن هذا التلبيس بقوله:
مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي

عاشرا: تأويل الفجر بتفجر الماء:
حول قول الله تبارك وتعالى: {وَالفَجْرِ وَليَالٍ عَشْرٍ} ([1]، [2]: الفجر) ، أورد المفسرون أقوالا حول معنى الفجر.
وكان من أغرب هذه الآراء رأي أورده الفخر

[1] لم نجد في عدد من المعاجم ما يسد النهمة في معنى هذه الكلمة، حتى انتهينا إلى الزمخشري في كتابه الفائق في غريب الحديث والأثر ج 2 ص 207 ط الحلبي فوجدناه يقول: الغت، والغط، والغطس، واحد هو المقل (أي الغمس) في الماء، ولما كان من شأن من يغط صاحبه في الماء أن يدارك (يتابع) ذلك، وأن يضغط صاحبه، ويبلغ منه الجهد..جاء في الحديث (..فغتني..) والمعنى: فغتني: ضغطني) ا? بتصرف.
[2] انظر صحيح البخاري ج 1 ص 3 ط الشعب، ورواية البخاري: (غطني) بالطاء، وقال ابن فارس في المقاييس ج 4 ص 379: الغين والتاء ليس بشيء، إنما هو إبدال تاء من طاء تقول: غططته وغتته.
[3] فصلنا القول في كيفية الوحي في بحث عنوانه (القرآن الكريم من قضايا الوحي والتنزيل) .
اسم الکتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل المؤلف : عبد الفتاح إبراهيم سلامة    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست