responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل المؤلف : عبد الفتاح إبراهيم سلامة    الجزء : 1  صفحة : 177
ولكنه عند قوله تعالى: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} (166: الأعراف) صرح بالتأويل؛ فقال: والمراد أصبحوا كالقردة في الاحتقار.
سابعا: تأويل (طمس الوجوه) بالرؤساء والمقاصد والأماكن:
يقول الله جل ذكره: {يَا أَيُّهَا الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلعَنَهُمْ كَمَا لعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً} ،
(47: النساء) .
من المفسرين من حمل الطمس في هذه الآية على ظاهره، ومنهم من سلك به أودية المجاز؛
وبيان ذلك كما يلي1:

1) تفسير الوجه بمعناه الجسماني وهو وجه البدن:
وقد استعملت الكلمة في القرآن الكريم بهذا المعنى في أكثر مواضع ورودها، كما في قوله تعالى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} (6: المائدة) ، {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ} (6: المائدة) ، {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ} (144: البقرة) ، وهو بهذا المعنى المادي في 149، 150: البقرة أيضا، ومن هذا الاستعمال أيضا: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} (29ك الذاريات) ، كل هذه الآيات وغيرها كثير، استعمل فيها الوجه بمعناه الحقيقي الجسماني.
وعلى هذا المعنى فسر طمس الوجه بما يلي:
أ – محو آثارها من العينين والحاجبين والأنف والفم حتى تصير كالأقفاء، فيصبح الوجه والقفا سواء في عدم الحواس والمعالم.
ب- أن المقصود بطمس الوجوه: تحويلها من جهة الأمام إلى القفا، فتصبح العينان في القفا فيمشون على أعقابهم القهقرى.
ج- أن المقصود بطمس الوجوه: طمس العين فتصير عمياء، كما استشهد الطبري لهذا المعنى بقوله: (ومن ذلك قيل للأعمى الذي تعفَّى غرُّ ما بين جفني عينيه فدثر: (أعمى مطموس، وطميس) ، كما قال جل ثناؤه: {وَلوْ نَشَاءُ لطَمَسْنَا عَلى أَعْيُنِهِمْ} (66: يس) قال أبو جعفر: الغر ُّ (الشق الذي بين الجفنين) ا?.

1 رجعنا في تفسير الآية إلى تفسير الطبري ج 8 ص 440- 448 ط المعارف المحققة، ابن كثير ج 1 ص 507، 508 ط الحلبي، والكشاف للزمخشري ج 1 ص 406 ط الحلبي، ومحاسن التأويل للقاسمي ج 5 ص 1282 – 1286، وتفسير المنار ج 5 ص 117- 118، وإلى معاجم ألفاظ القرآن الكريم وبعض المعاجم اللغوية.
اسم الکتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل المؤلف : عبد الفتاح إبراهيم سلامة    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست