اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 574
سوى لا عوج له أصلا الا وهو طريق التوحيد الذاتي المنزل على الحضرة الختمى النبي الأمي صلوات الله عليه وسلامه
وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بالله ولا يصدقون بِالْآخِرَةِ التي فيها انتقاد الأعمال والأحوال والعرض على ذي العظمة والجلال عَنِ الصِّراطِ الذي هو سبب اعتدالهم وإخلاصهم فيها لَناكِبُونَ عادلون مائلون لذلك لم يقبلوا منك ما جئت به من عند ربك
يا أكمل الرسل إذ خوف الآخرة من أقوى قوائم الايمان وأشد اعمدته وأركانه وَلَوْ رَحِمْناهُمْ بمقتضى سعة رحمتنا وجودنا وَكَشَفْنا وأزلنا عنهم ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ مفرط مزعج مثل القحط والوباء والزلزلة والعناء وغير ذلك من المحن والشدائد العاجلة لَلَجُّوا وأصروا فِي طُغْيانِهِمْ التي هم عليها من الكفر والشرك والعداوة مع اهل الايمان يَعْمَهُونَ يترددون ولا يتركون
وَكيف لا يعمهون وقد جربناهم مرارا فانا لَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ اى بالجدب والقحط وبالقتل يوم بدر فَمَا اسْتَكانُوا وما تذللوا وما تواضعوا لِرَبِّهِمْ من كمال عتوهم وعنادهم وَما يَتَضَرَّعُونَ اليه استكبارا بل هم مصرون على إصرارهم دائما وبالجملة كلما أخذناهم وكشفنا عنهم زادوا على استكبارهم وإصرارهم ولم يرجعوا إلينا خاشعين مخلصين قط
حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً من البلاء والعناء ذا عَذابٍ شَدِيدٍ وهو القحط المفرط إذ هو من أصعب العقوبات وأسوئها إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ متحيرون آيسون من كل خير ومع ذلك لم يتوجهوا إلينا ولم يتضرعوا نحونا مع انه لا منجى لهم سوانا
وَكيف لا تتوجهون الى الله ولا تتضرعون نحوه ايها الحمقى الهالكون في تيه العتو والعناد مع انه سبحانه هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ اظهر لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ من المشاعر التي تحفظون بها انفسكم من الأعادي الخارجة عنكم وَالْأَفْئِدَةَ اى القلوب التي تحفظون بها صدوركم وسرائركم من الأعداء الداخلة من التخييلات الباطلة والتوهمات الزائغة الزائلة المزخرفة المموهة من الرياء والرعونات وانواع التلبيسات النافية لصفاء مشرب التوحيد مع انكم قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ اى ما تشكرون لهذه النعم الجليلة الا قليلا
وَكيف لا تشكرون نعمه سبحانه مع انه هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ اى أوجدكم وأظهركم من كتم العدم في النشأة الاولى وبث نسلكم ونسبكم فِي الْأَرْضِ التي تترفهون فيها وتتنعمون عليها ورزقكم من انواع الطيبات وَفي النشأة الاخرى إِلَيْهِ لا الى غيره إذ لا وجود للغير مطلقا تُحْشَرُونَ وترجعون رجوع الأمواج الى البحر
وَكيف لا تحشرون اليه سبحانه مع انه هُوَ الَّذِي يُحْيِي ويظهر أشباحكم من العدم بامتداد اظلال أسمائه وصفاته وبسطها على مرايا الاعدام وَيُمِيتُ بانقهارها وقبض الاظلال عنها وَمن مقتضيات قبضه وبسطه ان لَهُ سبحانه حسب ارادته ومشيئته اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ طولا وقصرا ضوأ وظلمة أَفَلا تتفكرون وتتأملون ايها المجبولون على التفكر والتدبر حتى تَعْقِلُونَ وتدركون كيفية ظهور الحق وإظهاره مظاهر أسمائه الحسنى وآثار صفاته العليا وبالجملة أولئك البعداء الضالون لا يتفكرون ولا يعقلون مع وضوح الدلائل وسطوع الشواهد
بَلْ قالُوا اى هؤلاء الضالون المفرطون من الهذيانات الباطلة مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ المبطلون المسرفون من آبائهم وأسلافهم تقليدا لهم
حيث قالُوا مستنكرين مستبعدين على مواعيد الحق ووعيداته في النشأة الاخرى أَإِذا مِتْنا وانقرضنا من الدنيا وَقد كُنَّا بعد انقراضنا منها تُراباً وَعِظاماً بالية أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ مخرجون من القبور احياء مثل ما كنا عليه قبل موتنا كلا وحاشا لا حيوة لنا الا هذه الحيوة التي
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 574