responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 560
المضيء وَيُولِجُ النَّهارَ المضيء ايضا فِي اللَّيْلِ المظلم على التدريج ليعتدلا ويعتدل من ظهر من كرهما وتجددهما وَأَنَّ اللَّهَ المدبر لمصالح مظاهره بالحكمة المتقنة سَمِيعٌ يسمع ما هو من قبيل المسموعات من الوقائع التي أدركها السمع بَصِيرٌ يبصر ما هو من قبيل المبصرات من الحوادث المدركة بالبصر
ذلِكَ اى سمعه سبحانه للمسموعات مطلقا وابصاره للمبصرات رأسا بِأَنَّ اللَّهَ المتجلى في الآفاق والأنفس هُوَ الْحَقُّ المقصور على التحقق والثبوت بالاستحقاق لا غيره من الاظلال الهالكة والعكوس المستهلكة الواجب وجوده بلا ارتياب الممتنع نظيره على الإطلاق وَأَنَّ ما يَدْعُونَ ايها المشركون مِنْ دُونِهِ من الآلهة الباطلة هُوَ الْباطِلُ المقصور على العدم والبطلان كسائر المظاهر والمجالى التي لا وجود لها فكيف الألوهية والإله لا بد وان يكون واجب الوجود دائم التحقق والثبوت ازلا وابدا حيا قيوما سرمدا ثم جامعا ما يترتب على الوجود من الأوصاف والأسماء الإلهية الفائتة للحصر والإحصاء وهم في أنفسهم معزولون عن الوجود فكيف عن لوازمها ولواحقها وَاعلموا أَنَّ اللَّهَ المتردي برداء العظمة والكبرياء المتعزز المتأزر بإزار المجد والبهاء المتوحد المتفرد بالقيومية والبقاء الأزلي الأبدي هُوَ الْعَلِيُّ بذاته المتعالي عن ان تصفه السنة العقلاء وتعرب عنه افهام العرفاء الْكَبِيرُ المستكبر في شأنه جل جلاله عن ان يحيط به وبأوصافه وأسمائه مشاعر شيء من مظاهره ومصنوعاته
أَلَمْ تَرَ ايها المعتبر الرائي أَنَّ اللَّهَ المتخصص بالآثار البديعة والمتجلى بالصنائع العجيبة الغريبة قد أَنْزَلَ بعد تصعيد الابخرة والادخنة وتركيبها وتركيمها مِنَ السَّماءِ اى من جانبها ماءً مصفى على الأرض اليابسة الميتة فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ وتصير مُخْضَرَّةً بعد ما كانت هامدة يابسة أَنَّ اللَّهَ المدبر بالتدابير الباهرة لَطِيفٌ دقيق رقيق علمه متعلق برقائق المعلومات ودقائقها خَبِيرٌ ذو خبرة كاملة بحيث لا يعزب عن خبرته شيء ممارق وغلظ وكيف يعزب عن حيطة علمه شيء من المعلومات
إذ لَهُ ملكا وتصرفا إظهارا وخلقا مظاهر ما فِي السَّماواتِ اى عموم ما في العلويات من الكوائن والفواسد وَكذا مظاهر ما فِي الْأَرْضِ من السفليات مثلها وَإِنَّ اللَّهَ المتجلى على عموم ما ظهر وما بطن غيبا وشهادة لَهُوَ الْغَنِيُّ بذاته عن جميع مظاهره واظلاله الْحَمِيدُ بآثار أوصافه وأسمائه الكاملة
أَلَمْ تَرَ ايها الرائي ولم تعلم أَنَّ اللَّهَ المتكفل لأمور عباده سَخَّرَ لَكُمْ ولتربيتكم وترتيب معاشكم ما فِي الْأَرْضِ من الحيوانات التي تأكلون منها وتزرعون بها وتركبون عليها وتحملون هذا في البر وَسخر لكم الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وعلى مقتضى مشيئته وارادته حيثما سعيتموها واجريتموها أنتم حسب مقاصدكم ومرماكم تتميما لأمور معاشكم من كمال علمه وحكمته وبقوة قدرته وارادته وَيُمْسِكُ السَّماءَ معلقة بلا عمد وأساطين كراهة أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ فيختل امور معاشكم بوقوعها وان كان لا يضركم إذ هي اجرام في غاية الخفة واللطافة بل انسد وبطل من وقوعها على الأرض إنزال المطر على الوجه المعهود المقوى لا نبات الأقوات وبالجملة من شأنها الوقوع لولا إمساكه سبحانه إياها إِلَّا ان تقع عليها بِإِذْنِهِ سبحانه وعند تعلق ارادته ومشيئته بوقوعها وذلك في يوم القيمة وعند الطامة الكبرى أَنَّ اللَّهَ المدبر لمصالح العباد بِالنَّاسِ المجبولين على الكفران والنسيان لَرَؤُفٌ مشفق عطوف رَحِيمٌ بهم يعفو زلتهم ويرزقهم من حيث لا يحتسبون
وَكيف لا يرحمكم ولا يرأف عليكم مع انه سبحانه هُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ في النشأة الاولى

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 560
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست