responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 444
المستطاب لكونه أحق واولى بامتثال أمثاله إذ هو جامع جميع مراتب الكمال بالاستحقاق والاستقلال
فقال وَاصْبِرْ ايها المتحقق المتمكن في مقر التوحيد المسقط لجميع الإضافات على عموم ما جرى عليك من الأذيات المترتبة على بشريتك وناسوتك وَاعلم يقينا انه ما صَبْرُكَ وكظمك بعد فنائك عن لوازم بشريتك إِلَّا بِاللَّهِ المتجلى عليك بكمال الإطلاق الى ان قد اخلع عنك لوازم ناسوتك بالمرة وما بقيت فيك الا لوازم لاهوتك وظاهر انه لا يجرى فيها المنكر والمكروه والجناية والقصاص والخطاب والعتاب وَايضا لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ اى مما جرى على المؤمنين من الأمور المشوشة لهم والمنافرة وَبالجملة لا تَكُ بعد انشراح صدرك بالتوحيد الذاتي فِي ضَيْقٍ اى ضيق صدر وكآبة وحزن مِمَّا يَمْكُرُونَ أولئك المحجوبون الماكرون المعاندون المكابرون معك ومع من تبعك من المؤمنين
إِنَّ اللَّهَ المختبر لرسله وأنبيائه وأوليائه وخواص عباده بأنواع الأذى والمحن الجسمانية مَعَ الصابرين الَّذِينَ اتَّقَوْا وحفظوا أنفسهم عن المبادرة الى المعاداة وحذروها عن مطلق الانتقام سيما وقت القدرة طلبا لمرضاة الله وجريا على مقتضى توحيده وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ سيما على من أساء إليهم رفقا لهم وتلطفا معهم ابتغاء لمرضاة الله وتثبيتا في طريق توحيده. أذقنا حلاوة توحيدك وصبرنا على عموم ما جرى علينا من المحن والعناء طلبا لمرضاتك انك على ما تشاء قدير

خاتمة سورة النحل
عليك ايها المسترشد البصير والمستبصر الخبير أرشدك الله الى امتثال ما سمعت في هذه السورة من الأخلاق والمواعظ سيما في الكريمة المذكورة آنفا ورزقك الاتصاف بما فيها من الحكم والآداب والأخلاق المرضية والسجايا الفاضلة ان تتأمل وتتعمق فيها حق التأمل والتعمق حال كونك خاليا عن مطلق الكدورات العارضة لك من طغيان القوى البهيمية والحمية الجاهلية تاركا عموم ما غرض عليك من الاعراض النفسانية المترتبة على الأمور العادية المستلزمة لانواع الضلال والفساد من التفوق على الأقران والترفع على الاخوان والتكبر على ضعفاء الأنام والتلذذ بالسمعة والريا المثيرة لأصناف الأهواء الفاسدة والآراء الباطلة التي لا يمكن قلعها وقمعها أصلا سيما قد تمرنت ورسخت فلك ان تراجع وجدانك لتتنبه وتتذكر باى شيء أردت الترفع وقصدت التفوق والتفضل اما ترى ايها الأحمق ان منشأك ماذا اما استحييت التفوه من ذا وهذا واما قصة كرامتك وخلافتك التي هي من المواهب الإلهية والعطايا الغيبية فإنما هي مبنية على محض التذلل والتواضع والخضوع والانكسار مع كل ذرة من ذرائر الكائنات إذ مبناه على الحكمة المتقنة المنشعبة من اسرار الرسالة والنبوة وهي عبارة عن اعتدال جميع الأوصاف والأطوار وتزكية النفس عن عموم الرذائل والأخلاق الرديئة بل هي مبنية على افناء مقتضيات الأوصاف البشرية رأسا والانخلاع عن البسة الناسوت مطلقا ارادة واختيارا وبالجملة من أنصف على نفسه أدرك ان جميع ما في نفسه سوى التذلل والانكسار والمسكنة والافتقار حال كونه خاليا عن شوب الريا والسمعة والعجب والجربزة ما هي إلا رعونات صدرت عن طغيان القوى البهيمية المؤيدة بالعقل المستعار المموه بتمويهات الأوهام الباطلة وتزيينات الخيالات الكاذبة العاطلة هب لنا من لدنك جذبة تنجينا عن ظلمة انانيتنا ولذة تلجئنا الى سلوك طريق الفناء الموصل الى شرف البقاء واللقاء انك أنت الوهاب

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست