responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 224
ونفوض جميع أمورنا لِرَبِّ الْعالَمِينَ إذ هو المستقل بتربية عموم مظاهره بحيث لا يجرى في ملكه الا ما يشاء
وَقد أمرنا ايضا من عنده سبحانه أَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ واديموا الميل والتقرب نحوه وَاتَّقُوهُ واحذروا من سخطه وغضبه بارتكاب منهياته وَاعلموا انه سبحانه هُوَ الموجد المظهر الَّذِي إِلَيْهِ لا الى غيره من وسائل الاظلال والعكوس تُحْشَرُونَ وترجعون
وَكيف لا هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ اى أوجدهما واظهرهما من كتم العدم ملتبسا بِالْحَقِّ على مقتضى الحكمة المتقنة التي ما ترى فيها من فطور وفتور وَذلك يَوْمَ يَقُولُ بعد تعلق ارادته سبحانه ومشيئته بتكوينهما كُنْ فَيَكُونُ على الفور بلا تراخ ومهلة تنفيذا لسرعة نفوذ قضائه وبالجملة قَوْلُهُ سبحانه لاعدامهما ايضا في قيام الساعة الْحَقُّ المطابق للواقع بلا تخلف وَكيف يتصور التخلف في قوله سبحانه مع انه لَهُ الْمُلْكُ والملكوت كلها اصالة وله التصرف فيها بالاستقلال إيجادا واعداما ارادة واختيارا اذكر يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ لإعدام ما في الوجود وافنائه غيبا وشهادة إظهارا للقدرة الغالبة إذ هو عالِمُ الْغَيْبِ وجميع ما جرى ويجرى فيه وَكذا عالم الشَّهادَةِ وعموم ما ظهر ويظهر عليها ازلا وابدا وَهُوَ بذاته الْحَكِيمُ المتقن في إبداء عموم مظاهره من الغيب الْخَبِيرُ بجميع ما يترتب عليها في الشهادة بعد إعادتها
وَاذكر يا أكمل الرسل لمن تبعك من المؤمنين وقت إِذْ قالَ جدك إِبْراهِيمُ الخليل الجليل حين استيقظ من منام الغفلة وانتبه من نعاس النسيان لِأَبِيهِ المسمى آزَرَ العابد للأصنام أَتَتَّخِذُ وتأخذ يا أبت أَصْناماً تنحتها أنت بيدك آلِهَةً مستحقة للعبادة قادرة للإيجاد والاعدام والله إِنِّي قد تنبهت وتفطنت من ان هؤلاء الهياكل الهلكى لا تليق بالالوهية والربوبية مطلقا إذ الإله لا بد وان يكون متصفا بعموم أوصاف الكمال بلا وصمة تغير وزوال وتوهم تحول وانتقال أَراكَ يا أبت وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وغواية عظيمة بعبادة هذه التماثيل العاطلة الباطلة واعتقادها معبودات حقة
وَكَذلِكَ اى ومثل ما نوقظه من منام الغفلة في امر الأصنام نُرِي ايضا إِبْراهِيمَ الخليل الجليل مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ اى عجائبهما وغرائبهما المودعة فيهما ليتأمل فيهما ويتفكر في كيفية تدبيراتهما وتصريفاتهما حتى ينكشف بكمال قدرة مبدعهما وقوة مخترعهما وَلِيَكُونَ هو مِنَ الْمُوقِنِينَ المنكشفين بأمرها لا من المشطرين المترددين المتحذين بعضها آلهة كعبدة الكواكب والمجسمة وغيرها
فَلَمَّا جَنَّ واظلم عَلَيْهِ اى على ابراهيم اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قد استنار بنوره وانكشف عنه الظلمة بسببه وظن ان انكشافه ذاتى مطلق دائم قالَ على مقتضى ظنه به هذا رَبِّي إذ هو نور يتجلى في الظلمة فيستحق الربوبية والعبودية فَلَمَّا أَفَلَ وغاب وانمحى قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فكيف اعبده وأخص العبادة له إذ الأفول والتغير انما هو من امارات الحدوث والحادث لا يستحق العبودية ولا يليق بالالوهية
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً مبتدأ في الطلوع منيرا له إشراقا واضاءة وانكشافا خيله انه هو سبحانه وحصره عليه لذلك قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ انمحق وانكسر قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي ولم ينكشف على امره لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ باعتقاد هذا البازغ الآفل الها واحدا أحدا فردا صمدا
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قاهرة لجميع الكواكب غالبة عليها مضيئة بنفسها مشرقة بحيث لا يتحقق انكشافها بسائر الكواكب أصلا بل وهي اى عموم

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست