المبحث الثاني: منهجه في تفسير الآيات القرآنية.
والحقيقة أن هذا تابع لمنهجه في الشرح، إلا أنني لاحظت خلال هذه الدراسة أنه قد أطال القول في تفسير الآيات القرآنية، وأسباب النزول[1]. وإعجاز القرآن، ووجوه القراءات بكلام بليغ شامل، جمعه من أمهات الكتب، ونقل عن أئمة اللغة والتفسير والقراءات.
فقد أكثر النقل عن أبي عبيدة، والفراء في كتابيهما معاني القرآن، في تفسير المفردات القرآنية.
وأما ما يتعلق بالروايات التفسيرية، فقد أكثر النقل عن الإمام الطبري في تفسيره، ويعتبر هذا التفسير أهم مصادره في الروايات التفسيرية إطلاقا، ثم يأتي بعد ذلك تفسير ابن أبي حاتم، كما أكثر النقل عن عبد بن حميد وعبد الرزاق والفريابي والإمام أحمد وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والنسائي وغيرهم ممن جمعوا التفسير المسند.
ومن منهجه في تفسير الآيات القرآنية، أنه إذا ورد في تفسير آية روايات متعددة ثابتة أو اختلفت أقوال السلف في تفسير آية؛ فإنه يحاول إيراد هذه النصوص، ثم يحاول الجمع بين تلك الروايات، أو ترجيح ما صحّ من ذلك فمثلا لما شرح قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] أورد ثلاثين رواية في تفسير المراد بالصلاة الوسطى. وكذا لما شرح قوله [1] وله كتاب في أسباب النزول سماه بـ "العجاب في بيان الأسباب "، لكنه لم يكمل وقد وصل فيه إلى قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء: 78] . وقد طبع حديثا بتحقيق عبد الحكيم محمد الأنيس، نشرته دار ابن الجوزي بالدمام.