اسم الکتاب : الدر المنثور في التفسير بالمأثور المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 357
وَأخرج الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق السّديّ الصَّغِير عَن الْكَلْبِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة قَالَ عمر بن الْخطاب لعبد الله بن سَلام: قد أنزل الله على نبيه {الَّذين آتَيْنَاهُم الْكتاب يعرفونه كَمَا يعْرفُونَ أَبْنَاءَهُم} فَكيف يَا عبد الله هَذِه الْمعرفَة فَقَالَ عبد الله بن سَلام: ياعمر لقد عَرفته حِين رَأَيْته كَمَا أعرف ابْني إِذا رَأَيْته مَعَ الصّبيان وَأَنا أَشد معرفَة بِمُحَمد مني بإبني فَقَالَ عمر: كَيفَ ذَلِك قَالَ: إِنَّه رَسُول الله حق من الله وَقد نَعته الله فِي كتَابنَا وَلَا أَدْرِي مَا تصنع النِّسَاء
فَقَالَ لَهُ عمر: وفقك الله يَا ابْن سَلام
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ: خرجت أَبْتَغِي الدّين فَوَقَعت فِي الرهبان بقايا أهل الْكتاب قَالَ الله تَعَالَى {يعرفونه كَمَا يعْرفُونَ أَبْنَاءَهُم} فَكَانُوا يَقُولُونَ: هَذَا زمَان نَبِي قد أظل يخرج من أَرض الْعَرَب لَهُ عَلَامَات من ذَلِك شامة مدوّرة بَين كَتفيهِ خَاتم النُّبُوَّة
قَوْله تَعَالَى: الْحق من رَبك فَلَا تكونن من الممترين
أخرج أَبُو دلود فِي ناسخه وَابْن جرير عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ: قَالَ الله لنَبيه {الْحق من رَبك فَلَا تكونن من الممترين} يَقُول: لَا تكونن فِي شكّ يَا مُحَمَّد أَن الْكَعْبَة هِيَ قبلتك وَكَانَت قبْلَة لأنبياء قبلك
قَوْله تَعَالَى: وَلكُل وجهة هُوَ موليها فاستبقوا الْخيرَات أَيْن مَا تَكُونُوا يَأْتِ بكم الله جَمِيعًا أَن الله على كل شَيْء قدير
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {وَلكُل وجهة} يَعْنِي بذلك أهل الْأَدْيَان
يَقُول: لكل قبْلَة يرضونها وَوجه الله حَيْثُ توجه الْمُؤْمِنُونَ
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَرَأَ {وَلكُل وجهة هُوَ موليها} مُضَاف قَالَ: مواجهها قَالَ: صلوا نَحْو بَيت الْمُقَدّس مرّة وَنَحْو الْكَعْبَة قبله
وَأخرج أَبُو دَاوُد فِي ناسخه عَن قَتَادَة {وَلكُل وجهة هُوَ موليها} قَالَ: هِيَ صلَاتهم إِلَى بَيت الْمُقَدّس وصلاتهم إِلَى الْكَعْبَة
اسم الکتاب : الدر المنثور في التفسير بالمأثور المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 357