اسم الکتاب : الدر المنثور في التفسير بالمأثور المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 263
قَوْله تَعَالَى: وَقَالُوا لن يدْخل الْجنَّة إِلَّا من كَانَ هود أَو نَصَارَى تِلْكَ أمانيهم قل هاتوا برهانكم إِن كُنْتُم صَادِقين بلَى من أسلم وَجهه لله وَهُوَ محسن فَلهُ أجره عِنْد ربه وَلَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ
أخرج ابْن أبي حَاتِم عَن أبي الْعَالِيَة فِي قَوْله {وَقَالُوا لن يدْخل الْجنَّة إِلَّا من كَانَ هوداً أَو نَصَارَى} قَالَ: قَالَت الْيَهُود: لن يدْخل الْجنَّة إِلَّا من كَانَ يَهُودِيّا
وَقَالَت النَّصَارَى: لن يدْخل الْجنَّة إِلَّا من كَانَ نَصْرَانِيّا {تِلْكَ أمانيهم} قَالَ: أماني يتمنونها على الله بِغَيْر الْحق {قل هاتوا برهانكم} يَعْنِي حجتكم {إِن كُنْتُم صَادِقين} بِمَا تَقولُونَ أَنَّهَا كَمَا تَقولُونَ {بلَى من أسلم وَجهه لله} يَقُول: أخْلص لله
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد {من أسلم وَجهه لله} قَالَ: أخْلص دينه
قَوْله تَعَالَى: وَقَالَت الْيَهُود لَيست النَّصَارَى على شَيْء وَقَالَت النَّصَارَى لَيست الْيَهُود على شَيْء وهم يَتلون الْكتاب كَذَلِك قَالَ الَّذين لَا يعلمُونَ مثل قَوْلهم فَالله يحكم بَينهم يَوْم الْقِيَامَة فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
أخرج ابْن إِسْحَق وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما قدم أهل نَجْرَان من النَّصَارَى على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَتْهُم أَحْبَار الْيَهُود فتنازعوا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَافع بن حُرَيْمِلَة: مَا أَنْتُم على شَيْء وَكفر بِعِيسَى والإِنجيل
فَقَالَ رجل من أهل نَجْرَان للْيَهُود: مَا أَنْتُم على شَيْء وَجحد نبوّة مُوسَى وَكفر بِالتَّوْرَاةِ فَأنْزل الله فِي ذَلِك {وَقَالَت الْيَهُود لَيست النَّصَارَى على شَيْء وَقَالَت النَّصَارَى لَيست الْيَهُود على شَيْء وهم يَتلون الْكتاب} أَي كل يَتْلُو فِي كِتَابه تَصْدِيق من كفر بِهِ
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن أبي الْعَالِيَة فِي قَوْله {وَقَالَت الْيَهُود لَيست النَّصَارَى على شَيْء} الْآيَة
قَالَ: هَؤُلَاءِ أهل الْكتاب الَّذين كَانُوا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
اسم الکتاب : الدر المنثور في التفسير بالمأثور المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 263