اسم الکتاب : التفسير الواضح المؤلف : محمد محمود حجازي الجزء : 1 صفحة : 666
المفردات:
يُذْهِبْكُمْ: يهلككم. مِنْ ذُرِّيَّةِ: من نسل قوم آخرين.
مَكانَتِكُمْ: حالكم التي أنتم عليها.
المعنى:
وربك الغنى عن خلقه وعن عبادتهم، والكل فقير إلى رحمته وعفوه، يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [1] وهو ذو الرحمة بأوليائه وأهل طاعته، رحمته وسعت كل شيء، إذ كل ما عداه محتاج إليه في وجوده وبقائه.
إن يشأ يذهبكم يا أهل مكة ويأت بخلق غيركم أفضل منكم وأطوع، وإن يشأ يستخلف من بعدكم من يشاء من الأقوام فإنه هو الغنى القادر على إهلاككم وإنشاء قوم آخرين من ذريتكم أو ذرية غيركم، يكونون أسمى منكم روحا وأصفى منكم نفسا، وقد صدق الله وعده، فأذهب المستكبرين المعاندين الجاحدين من زعماء الشرك، واستخلف من بعدهم قوما آخرين هم الصحابة والسابقون من الأنصار والمهاجرين، وبعد هذا الإنذار في الدنيا، إنذار في الآخرة، وهو: إن ما توعدون من جزاء وثواب آت لا شك فيه، وما أنتم بمعجزين الله بهرب ولا بمنع، وهو القاهر فوق عباده.
قل لهم يا محمد: يا قوم اعملوا على مكانتكم وطريقتكم التي أنتم عليها، إنى عامل على طريقتي ومكانتى التي هداني إليها ربي، ورباني عليها، ولسوف تعلمون من تكون له العاقبة الحسنة والنهاية العظمى. قال الزمخشري في تفسيره «الكشاف» : اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ تحتمل وجهين: اعملوا على تمكنكم وأقصى استطاعتكم.
وإمكانكم واعملوا على جهتكم وحالكم التي أنتم عليها، والمراد اثبتوا على كفركم وعداوتكم فإنى ثابت على الإسلام، فسوف تعلمون الذي تكون له العقبى يوم القيامة، وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [2] وهذا إنذار لطيف المسلك دقيق المآخذ، مع التوجيه إلى النظر والفكر وحسن الأدب وبيان السبب في الحكم للنبي صلّى الله عليه وسلّم إذ لا يفلح الظالمون لأنفسهم بالكفر. [1] سورة فاطر آية 15. [.....] [2] سورة سبأ آية 24.
اسم الکتاب : التفسير الواضح المؤلف : محمد محمود حجازي الجزء : 1 صفحة : 666