اسم الکتاب : التفسير الواضح المؤلف : محمد محمود حجازي الجزء : 1 صفحة : 520
وقفينا على آثار أنبياء بنى إسرائيل بعيسى بن مريم فكان آخر نبي لبنى إسرائيل، مصدقا لما بين يديه من التوراة حاكما بها. حافظا لها لم يغير منها شيئا، وإنما أتى متمما لها كما نقل عنه في الإنجيل.
وآتيناه الإنجيل الذي نزل عليه، فيه الهدى والنور. والإرشاد والوعظ الذي يهدى إلى طريق الحق، وكان مصدقا للتوراة، مؤيدا لها مع اشتماله على الهدى والموعظة الحسنة: ومن الثابت الذي لا يقبل الشك أنه كان في التوراة والإنجيل نور البشارة بمحمد صلّى الله عليه وسلّم ووصفه وأن شريعته تامة كاملة عامة، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ولكن لا ينتفع بهذا كله إلا المتقون.
وقلنا لأهل الإنجيل: احكموا بما أنزل الله فيه من الأحكام والمواعظ، ومما كان فيه اتباع التوراة وأحكامها حتى يرسل النبي العربي خاتم الأنبياء ولكن النصارى غيروا الإنجيل وحرفوا كلمه من بعد مواضعه ولم يحكموا به ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون والخارجون عن حدود الدين والعقل.
يروى أن حذيفة سئل عن هذه الآيات أهي في بنى إسرائيل؟ قال: نعم هي فيهم، ولتسلكن سبيلهم حذو النعل بالنعل، والأوصاف الثلاثة باعتبارات مختلفة: فلإنكارهم وصفوا بالكفر، ولوضعهم الحكم في غير موضعه وصفوا بالظلم، ولخروجهم عن الحق وصفوا بالفسق، وقيل في تخريج الأوصاف: إن من يترك حكم الله معتقدا أنه لا يصلح فهو الكافر، ومن يترك لسبب آخر من ضياع الحقوق فهو ظالم، وإلا فهو فاسق.