اسم الکتاب : التفسير الواضح المؤلف : محمد محمود حجازي الجزء : 1 صفحة : 351
المفردات:
وَلا تَعْضُلُوهُنَّ العضل: داء عضال، أى: شديد، وعضلت المرأة بولدها:
إذا اختنقت رحمها به فخرج بعضه وبقي بعضه، فالعضل: الشدة والتضييق والحبس.
الفاحشة: الفعلة الشنيعة القبيحة. مُبَيِّنَةٍ: واضحة ظاهرة.
بِالْمَعْرُوفِ: ما لا ينكره الشرع والعرف والطبع. والبهتان: الكذب.
أَفْضى: وصل إليها وصولا خاصا وهو ما يكون بين الزوجين. مِيثاقاً غَلِيظاً: عهدا مؤكدا ربط برباط قوى محكم.
كانت المرأة في الجاهلية تعد من قبيل المتاع حتى كان أقارب الزوج المتوفى يستولون عليها كرها. روى البخاري: أنه كان إذا مات الرجل منهم كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاءوا زوجوها وإن شاءوا لم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها، فنزلت الآية.
وقيل: كان الرجل يمسك المرأة وهو لها كاره حتى تموت فيرثها!! وكان الرجل إذا تزوج امرأة ولم تكن تكفى حاجته حبسها مع سوء العشرة لتفتدى نفسها بمالها وتختلع، فقيل: ولا تعضلوهن ... الآية.
وكان من عادتهم في الجاهلية أيضا إذا أرادوا فراق امرأة رموها بفاحشة حتى تخاف وتشترى نفسها بالمهر الذي دفعه إليها.
والآية الكريمة فيها دواء لهذه الأدواء وعلاج كريم ورفع المرأة إلى مكانتها اللائقة بها كشريكة في الحياة وكإنسان حي له كرامة وشخصية. وهكذا الإسلام والقرآن من أربعة عشر قرنا يعالج ولكن بحكمة لا إفراط ولا تفريط. لأنه تنزيل من حكيم عليم.
فيا من اتصفتم بالإيمان بالله ورسوله لا يليق أن تعاملوا المرأة كالمتاع فتستولون عليها وترثونها وهي كارهة لهذا، لا يحل لكم أبدا أن تفعلوا فعل الجاهلية إن شاء أحد الأقارب تزوجها وإن شاء أمسكها ومنعها إلى أن تموت، تالله إن هذا عمل لا يليق بكم أبدا.
ولا يحل لكم أن تضيقوا عليهن، وتضاروهن حتى يضطروا إلى الافتداء بالمال والصداق،
فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان في أيديكم، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله» .
اسم الکتاب : التفسير الواضح المؤلف : محمد محمود حجازي الجزء : 1 صفحة : 351