اسم الکتاب : التفسير المنير المؤلف : الزحيلي، وهبة الجزء : 1 صفحة : 95
الأمور العظام الموجبة للتيقظ. والناس: بدل من المنادي، لأن ما فيه أل بدل من المنادي إذا كان جامدا، ونعت أو صفة إذا كان مشتقا، وعبارة القرطبي: الناس: مرفوع صفة لأي عند جماعة النحويين. الَّذِي جَعَلَ: إما منصوب صفة رَبَّكُمُ أو مفعول تَتَّقُونَ أو منصوب على المدح بتقدير فعل، أو منصوب صفة للفظ الله في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ.. (20) . وإما مرفوع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو الذي، أو مبتدأ خبره: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً (22) ، أو صفة لفظ اللَّهُ في قوله: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ.. (20) .
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنتم: ضمير مرفوع منفصل مبتدأ، وتَعْلَمُونَ جملة فعلية في موضع الخبر، والجملة من المبتدأ والخبر حال من ضمير تَجْعَلُوا.
البلاغة:
رَبَّكُمُ الإضافة للمخاطبين للتعظيم.
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً، وَالسَّماءَ بِناءً مقابلة بين الأرض والسماء، والفراش والبناء، من أنواع المحسّنات البديعية.
المفردات اللغوية:
«يا» : لنداء البعيد أو الساهي أو الغافل، فإن نودي به القريب فهو بقصد تعظيم المنادي به، وإيقاظ النفوس، واجتذاب الأنظار، واستمالة القلوب الغافلة، فاقتضى الحال أن ينادوا بالآكد الأبلغ. وأما نداء القريب فيكون بكلمة «أي» خَلَقَكُمْ الخلق: الإيجاد والاختراع بلا مثال سابق.
فِراشاً: الفراش: البساط للاستقرار، والمراد أنه مهد الأرض للإقامة فيها والاستقرار عليها وذلك مثل المذكور في آيتين أخريين: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً [غافر 40/ 64] أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً [النبأ 78/ 6] . بِناءً سقفا مرفوعا مبنيا محكما. أَنْداداً جمع ند وهو النظير، أي أمثالا من الآلهة تعبدونها من دون الله. والمراد بعبادة المؤمنين: ازديادهم منها وإقبالهم عليها وثباتهم فيها: وأما عبادة الكفار فمشروط فيها ما لا بد لها منه وهو الإقرار بالشهادتين، وما لا بد للفعل منه فهو مندرج تحت الأمر به، وإن لم يذكر، كما يشترط على المأمور بالصلاة شرائطها من الوضوء والنية وغيرها.
مناسبة الآيات:
بعد أن ذكر الله تعالى أصناف الناس الثلاثة: وهم المؤمنون، والكافرون،
اسم الکتاب : التفسير المنير المؤلف : الزحيلي، وهبة الجزء : 1 صفحة : 95