responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم المؤلف : بنت الشاطئ، عائشة    الجزء : 1  صفحة : 153
وفيه كذلك لفت قوي إلى قدرة الله الذي أرساها، كما أن ظاهرة الرفع لا تبدو مثلما تبدو في السماء. وظاهرة الاستواء والبسط لا تبدو مثلما تبدو في الأرض.
* * *
{مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} .
هنا يلفت القرآن إلى ملحظ آخر في بناء السماء ورفع سمكها، ودحو الأرض وإخراج مائها ومرعاها، وإرساء الجبال: فهي إلى جانب كونها من آيات قدرته تعالى وقوته، شاهدة على أن الذي بناها ورفعها ودحاها وأرساها لا يشق عليه خلق الإنسان وإحياؤه بعد أن يبلى جسده وترم عظامه؛
نعمة من نعمه تعالى على مخلوقاته، يذكر بها الغافلين والجاحدين والمغرورين.
وسياق الآيات هنا، في الانتقال من الاستدلال بمثل هذا على قدرة الخالق، إلى بيان فضله تعالى ونعمته، شبيه بالذي في سورة عبس:
{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} .
وكما أردفت هذه الآيات من سورة عبس، بقوله تعالى:
{فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} .
كذلك يأتي بعد آيات النازعات النذير المباغت، بحساب وجزاء:
{فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ

اسم الکتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم المؤلف : بنت الشاطئ، عائشة    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست