ولو اتبعنا هذا الأساس لكان الإغراق في الإلحاد أساسًا للنجاة؛ بل لكان التخريف أو تخيلات المجانين أكثر قربًا للنجاة؛ لأنها أكثر باتعادًا عن آراء الآخرين[1].
وأما استدلاله بحديث "سفينه نوح" فهو يتوقف على صحة الحديث، والحديث ضعيف كما ذكر ذلك الذهبي[2]، والألباني[3]، ولا عبرة يقول الطوسي: "أنه حديث صحيح متفق عليه"؛ فليس هو من أهل هذا الشأن.
والمعروف أنه من قول الإمام مالك بلفظ: "السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك".
قال شيخ الإسلام في إيضاح معناه: "وهذا حق فإن سفينة نوح إنما ركبها من صدق المرسلين واتبعهم، وأن من لم يركبها فقد كذب المرسلين، واتباع السنة هو ابتاع الرسالة التي جابت من عند الله فتباعها بمنزلة من كرب مع نوح في السفينة باطنًا وظاهرًا، والمتخلف عن إتباع الرسالة بمنزلة المتخلف عن اتباع نوح عليه السلام وركوب السفينة"[4]. [1] د. عبد الحليم محمود، التفكير الفلسفي في الإسلام "ط. الثالثة 1387 هـ، نشر: مكتبة الأنجلو المصرية"، ص 99. [2] قال الذهبي في "تلخيص المستدرك" معقبًا على قول الحاكم: "حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، قلت: "مفضل- أحد رواة الحديث- رخج له الترمذي فقط ضعفوه"، انظر: المستدرك 2/ 343. [3] انظر: ضعيف الجامع الصغير 5/ 131. [4] الفتاوى 4/ 137.