المرتبة الثالثة: مشيئته سبحانه للأشياء قبل كونها، وأنه لا يقع شيء في الكون إلا بمشيئته، وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، والنصوص الدالة على ذلك كثيرة.
منها قوله عز وجل: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا} [1]، وقوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} [2]، وقوله سبحانه: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [3]، وغير ذلك من الآيات.
قال الإمام ابن القيم: "قد دل على ذلك إجماع الرسل من أولهم إلى آخرهم، وجميع الكتب المنزلة من عند الله، والفطرة التي فطر الله عليها خلقه، وأدلة العقول والعيان وليس فيا لوجود موجب ومقتض إلا مشيئة الله وحده؛ فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن"[4].
المرتبة الرابعة: خلق الله سبحانه الأعمال وتكوينه وإيجاده لها.
قال ابن القيم: "وهذا أمر متفق عليه بين الرسل صلى الله تعالى عليهم وسلم، وعليه اتفقت الكتب الإلهية، والفطر والعقول. وخالف في ذلك مجوس الأمة"[5].
وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الله سبحانه هو خالق الخلق وأفعالهم كقوله عز وجل: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} 6 [1] سورة البقرة آية 253. [2] سورة المائدة آية 48. [3] سورة التكوير آية 29. [4] انظر: شفاء العليل ص 43، "ط 1398 هـ 1978، نشر: دار المعرفة -بيروت". [5] انظر: شفاء العليل ص 49.
6 سورة الزمر آية 62.