وهذا كقول: ابن مسعود، وأبي بن كعب، وأبي الدرداء رضي الله عنهم: "اقتصاد في سنة من اجتهاد في بدعة"[1]، [2].
وقال ابن رجب: "وكثير من العلماء المتأخرين يخص السنة بما يتعلق بالاعتقاد؛ لأنها أصل الدين، والمخالف فيها على خطر عظيم"[3].
بل وكثير من علماء السلف المتقدمين أيضًا، خصوا السنة بذلك، وأطلقوها على ما يتعلق بأمور الاعتقاد، فمن وافق فيها السنة فهو من أهل السنة.
وفيما يلي ذكر بعض أئمة السلف الذين أطلقوا ذلك ونماذج من أقوالهم:
1- سفيان بن عيينة "ت 198 هـ"4:
أخرج اللالكائي عنه من طريق بكر بن الفرج أبي العلا، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: السنة عشرة، فمن كن فيه فقد استكمل السنة، ومن ترك منها شيئًا فدق ترك السنة.
إثبات القدر، وتقديم أبي بكر وعمر، والحوض، والشفاعة، والميزان، والصراط، والإيمان في قول وعمل، والقرآن كلام الله، وعذاب القبر، والبعث يوم [1] الأثر أخرجه الدارمي عن ابن مسعود بلفظ: "القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة" 1/ 72، والبيهقي، انظر: السنن الكبرى 3/ 19.
قال الألباني: وهذا الأثر صحيح. انظر: صلاة التراويح ص6. [2] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص77، "بتحقيق د. صلاح الدين المنجد، ط. الأولى 1396، نشر: دار الكتاب الجديد- بيروت". [3] جامع العلوم والحكم 249.
4 وهو إمام وعلم وشيخ من شيوخ الإسلام قال عنه الإمام أحمد: "ما رأيت أعلم بالسنن منه".
انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي، 1/ 262، وانظر: ترجمته أيضًا في: "تهذيب التهذيب 4/ 117، وميزان الاعتدال 2/ 170، وفيات الأعيان 2/ 393.