عقابه: {لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [1].
ولقد بلغ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ما أرسلوا به، ونصحوا لأممهم غاية النصح، وبينوا لهم أوضح بيان وأجلاه ما يجب عليهم في دينهم ودنياهم، وما أعد الله لأهل طاعته من ثواب، ولأهل معصيته من عذاب، وسلكوا في تبليغ قومهم رسالات ربهم كل مسلك، فدعوهم ليلًا ونهارًا، وسرًا وجهارًا، لم يسألوهم على ذلك أجرًا؛ بل تحملوا في سبيل نصحهم وهدايتهم ألون الشدائد وضروب المتاعب والأذى.
ولقد تباينت مواقف الأمم تجاه أنبيائهم ورسلهم، ما بين مؤمن بهم متبع لهم، وبين كافر بهم مؤذ لهم، وبين غال فيهم منزل لهم فوق المنزلة التي أنزلهم الله إياها.
وفي هذا المبحث سنعرض لبيان مواقف ثلاث من أعظم الأمم وأهمها في أنبياء الله ورسوله وهي:
1- اليهود
2- النصارى
3- المسلمون.
وإنما اخترنا هذه الأمم من بين سائر الأمم؛ لكونها أكثر الأمم أنبياء ورسلًا، ولكونهم أهل كتب سماوية نزلت إليهم، ولكونها آخر ثلاث أمم أرسل إليها رسل. أدرك بعضها بعضًا. [1] سورة طه آية 134. وانظر: ابن جرير، جامع البيان 9/ 408.