responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وسطية أهل السنة بين الفرق المؤلف : محمد با كريم محمد با عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 130
عليهم بذلك؛ حتى قال ثمامة بن الأشرس "ت 213 هـ" من رؤساء الجهمية[1]: ثلاثة من الأنبياء مشبهة موسى؛ حيث قال: "إن هي إلا فتنتك"[2] وعيسى؛ حيث قال: "تعلم ما نفسي ولا أعلم ما في نفسك"[3] ومحمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: "ينزل ربنا"4" [5].
وأما الأشاعرة: فإنهم لما كانوا لا يثبتون إلا بعض الصفات[6]، ويؤولون البعض الآخر؛ فقد نبزوا من يثبت لله جميع ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم بالتشبيه.
يقول الجويني "ت 478 هـ": "واعلموا أن مذهب أهل الحق أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حيز، ويتنزه عن الاختصاص بجهة.
وذهب المشبهة إلى أنه -تعالى عن قولهم - مختص بجهة فوق"[7].
ومعلوم أن أهل السنة والجماعة يثبوت لله عز وجل ما أثبته لنفسه من الفوقية في قوله عز وجل: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [8]، ومن أثبت ذلك عند

[1] يريد المعتزلة، وكثيرًا ما يطلق على المعتزلة لقب الجهمية لقولهم بقولهم في نفي الصفات.
[2] سورة الأعراف آية 155.
[3] سورة المائدة آية 166.
4 يشيرِ إلى حديث النزول وهو حديث صحيح أخرجه خ: كتاب التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل 3/ 29. وم: كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل 1/ 521، ح 68.
[5] الفتاوى 5/ 110.
[6] لا لأنها وردت في الكتاب والسنة؛ وإنما لأن العقل لا يحيلها، مثل صفة "الحياة، والعلم، وغيرها من الصفات السبع التييثبتونها ولو كانوا أثبتوها لورد النص بها، لما أولوا باقي الصفات مع ورود النصوص بها أيضَا.
[7] انظر: الشامل ص 511.
[8] سورة النحل آية 50.
اسم الکتاب : وسطية أهل السنة بين الفرق المؤلف : محمد با كريم محمد با عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست