responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد المؤلف : الدارمي، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 389
يَعْلَمُونَ يَوْمَئِذٍ أَنَّ اللَّهَ رَبُّهُمْ، لَا يَعْتَرِيهِمْ فِي ذَلِكَ شَكٌّ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ[1] يَقُولُ: {أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} [2]؛ فَالشَّكُّ فِي اللَّهِ الَّذِي[3] تَأَوَّلْتَهُ أَنْتَ فِي الرُّؤْيَةِ لَا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَيْلَكَ! إِنَّ اللَّهَ لَا تَتَغَيَّرُ صُورَتُهُ وَلَا تَتَبَدَّلُ، وَلَكِنْ يُمَثَّلُ فِي أَعْيُنِهِمْ يَوْمَئِذٍ، أَوَلَمْ تَقْرَأْ كِتَابَ اللَّهِ: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} [4]؟ وَهُوَ الْفَعَّالُ لِمَا يَشَاءُ، كَمَا مُثِّلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ[5] مَعَ مُعظم صُورَتِهِ وَجَلَالَةِ خَلْقِهِ فِي عَيْنِ

[1] فِي ط، ش "أَنه تَعَالَى يَقُول".
[2] سُورَة السَّجْدَة، آيَة "12".
[3] فِي ط، ش "هَذَا الَّذِي تأولته"، وَفِي س "هوالذي تأولته".
[4] سُورَة الْأَنْفَال، آيَة "44".
[5] قَوْله: "عَلَيْهِ السَّلَام" لَيْسَ فِي ط، س، ش.
قلت: جِبْرِيل أَو جِبْرَائِيل اسْم ملك الْوَحْي، وَهُوَ أقرب مَلَائِكَة الله المقربين إِلَيْهِ، وَهُوَ روح الْقُدس الَّذِي يُرْسِلهُ إِلَى رسله لتبليغ رسالاتهم، وَيُسمى بِالروحِ الْأمين، وبروح الْقُدس، لطهارته، وتنزهه عَن مُخَالفَة أَمر ربه وَهُوَ أحد رُؤَسَاء الْأَمْلَاك، أثنى الله عَلَيْهِ وَوَصفه بأجمل الصِّفَات مِنْهَا: أَنه رَسُوله، وَأَن كريم عِنْده وَأَنه ذُو قُوَّة ومكانة عِنْده، وَأَنه مُطَاع فِي السَّمَوَات، أَنه أَمِين الْوَحْي، وَقَالَ بعض السّلف: مَنْزِلَته من ربه منزلَة الْحَاجِب من الْملك، وَقَالَت الْيَهُود: ذَاك ينزل بِالْحَرْبِ والقتال عدونا، فَأنْزل الله: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} الْآيَة، وَفِي الصَّحِيح أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم رَآهُ على صورته لَهُ سِتّمائَة جنَاح سادًّا مَا بَين الْأُفق، ورد فِي ذكره فِي الْقُرْآن كثيرا، وَانْظُر: صَحِيح البُخَارِيّ بشرحه الْفَتْح، كتاب الْخلق، بَاب إِذا قَالَ أحدكُم آمين، حَدِيث 3232، 3234، 6/ 316، وَانْظُر: إغاثة اللهفان لِابْنِ الْقيم 2/ 127-129، انْظُر: أول سُورَة النَّجْم والمزمل والمدثر واقرأ وَمَا قَالَه الْمُفَسِّرُونَ فِي ذَلِك.
اسم الکتاب : نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد المؤلف : الدارمي، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست