اسم الکتاب : موقف أصحاب الأهواء والفرق من السنة النبوية ورواتها جذورهم ووسائلهم وأهدافهم قديما وحديثا المؤلف : الزهراني، محمد بن مطر الجزء : 1 صفحة : 28
ابدأوا بالطعن على أمرائكم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[1] تستميلوا الناس، وادعوهم إلى هذا الأمر فبث دعاته وكاتب من كان قد استفسد في الأمصار وكاتبوه ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم، ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك ويكتب أهل كل مصر منهم إلى مصر آخر بما يضعون، فيقرؤه أولئك في أمصارهم، وهؤلاء في أمصارهم، حتى تناولوا بذلك المدينة، وأوسعوا الأرض إذاعة وهم يريدون غير ما يظهرون ويسِّرون غير ما يبدون، فيقول أهل كل مصر: إنا لفي عافية مما ابتلي به هؤلاء إلا أهل المدينة، فإنهم جاءهم ذلك عن جميع الأمصار، فقالوا: إنا في عافية مما فيه الناس.... الخ[2] القصة ...
ولم يقف ابن سبأ عند هذا الحد، بل صعد الفتنة ضد خليفة المسلمين عثمان حتى تمكن من جمع أتباعه من العراق ومصر فحاصر بهم المدينة، ودخلوا على عثمان خليفة المسلمين، فقتلوه رضي الله [1] هكذا تستر هذا اليهودي وأتباعه بقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد سلك هذا المبدأ من بعده كثير من أصحاب الأهواء كالخوارج والمعتزلة العقلانيين والروافض، والباطنيين جميعاً.
وكذلك اليوم نشاهد بقايا فلول المعتزلة العقلانيين المعاصرين يلبسون العلمانية ثوباً إسلامياً تحت شعار تقديم الإسلام للغرب بلغة العصر ليرافق روح العصر فيقبله الغربيون، فصدق فيهم قول الشاعر:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا
فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع [2] تاريخ الطبري: 4/ 340.
اسم الکتاب : موقف أصحاب الأهواء والفرق من السنة النبوية ورواتها جذورهم ووسائلهم وأهدافهم قديما وحديثا المؤلف : الزهراني، محمد بن مطر الجزء : 1 صفحة : 28