وقد نقموا عليه بعض تصوفه وتصانيفه" [1] ،وقال فيه ابن حجر"مقبول" [2] وليست له رواية عن أحد من أصحاب الكتب الستة.
3- كان معارضا للفرق المنحرفة في عصره وخاصة المعتزلة والرافضة، والجهمية، والخوارج والمرجئة [3] ، وأشد مواقفه ماكان مع المعتزلة، وقد رد عليها طويلا في كتابه (فهم القرآن) ، كما لم تخل كتبه الصوفية من فضح لأحوالهم وغرورهم، ومن ذلك قوله فيهم:" فرقة ضالة مضلة، لا تفطن لضلالتها، لاتساعها في الحجاج، ومعرفتها بدقائق مذاهب الكلام، وحسن العبارة بالرد على من خالفها، فهم عند أنفسهم من القائلين على الله عز وجل بالحق، والرادين لكل ضلالة، لا أحد أعلم منهم بالله، ولا أولى به منهم، وكل الأمم ضالة سواهم، وان الله عز وجل لا يعذب مثلهم، بل لاينجو أحد في زمانهم غيرهم، وغيرهم من المغترين يدعي ذلك وينتحله، ويشهد عليهم بالاكفار. فهم فرق كثيرة كفر بعضها بعضا، وكل فرقة منها مغترة، لاترى أن أحدا يقول عليه بالحق غيرها" [4] ، والمحاسبي الذى يقول هذا الكلام ممن عاصر محنة القول بخلق القرآن، من أولها الى نهايتها، فهو خبير بأحوالهم، ولذلك لم يوافق على القول بخلق القرآن، إن لم ينله فيها ما نال أئمة أهل السنة من المحنة [5] .
4- ترك المحاسبي مجموعة من المؤلفات، وغالبها ذو صبغة صوفية، ولذلك عني بنشرها من لهم اهتمام بهذا الشأن، ومن كتبه: [1] ميزان الإعتدال (1/130) . [2] التقريب (1/139) . [3] انظر: الرعاية للمحاسبي (ص: 97) ، والمكاسب (ص:108-109) ، وفهم القرآن (ص: 333) . [4] الرعاية (ص: 358) . [5] وقد تساءل هذا التساؤل عبد القادر عطا. انظر مقدمة تحقيق آداب النفوس (ص: 13) ، والمكاسب (ص: 13) ، وقد أجاب عن ذلك بأن العداء الذي وقع بينه وبين الإمام أحمد جعل السلطة ترى أنه لا خطر من المحاسبى، ويمكن أن يضاف الى هذا أن المحاسبي كان كلابيا يميل الى النفي لبعض الصفات وهذا قربه من المعتزلة.