الأشعرية الذين أتبعوهـ ساروا على مذهب السلف واتبعوا منهجهم في كثير من المسائل، وقد وقفوا مع أئمة السلف في الرد على سائر الطوائف في هذه المسائل، ولا شك أن تأثرهم بأئمة أهل السنة وانتسابهم اليهم مشهور لا يحتاج إلى أدلة. أما الكلابية فهم أسلاف الأشعرية حقا، وقد اندمجوا فيهم حتي وصل الأمر- بعد انتشار مذهب الأشعرية- الى أن يطلق اسم الطائفتين على الأخرى، وإن كان الغلب في التسمية للأشعرية، ولما كانت نشأة الأشعرية ترتبط كثيرا بنشأة الكلابية كان لابد من الحديث عن أهم أعلام هذه الطائفة وأهم أقوالهم وآرائهم، أما المعتزلة والجهمية وأهل السنة فأقوالهم وآراؤهم معروفة وقد كتب عنها الكثير، ومن أهم أعلام الكلابية: ابن كلاب، والمحاسبي، والقلانسي.
أولا: ابن كلاب:
هو عبد الله بن سعيد بن كلاب القطان البصرى، أبو محمد [1] ، ويقال: " عبد الله بن محمد [2] ، والأول أشهر، ويلقب كلابا- مثل خطاف- وزنا ومعنى، لأنه كان لقوته في المناظرة يجتذب من يناظره ويجره إليه كما يجتذب الكلاب الشيء [3] . [1] هكذا ترجمه الذهبي في السير (11/174) ، وابن حجر في اللسان (3/290) ، وابن قاضي شهبة في الطبقات (1/33) ، وكذلك سماه الأشعري في المقالات: عبد الله بن سعيد، انظر: (ص:298) . [2] هكذا سماه ابن النديم في الفهرست (ص: 230) - ط- طهران، وذكر القولين السبكي في الطبقات (2/299) ، كما ترجمه الصفدى مرتين: مرة باسم عبد الله بن سعيد، الوافي (17/197) ، ومرة باسم عبد الله بن محمد (17/492) . [3] انظر: السير للذهبي (1/174) ، والطبقات للسبكي (2/299) ، واللسان لابن حجر (3/291) .
ومما يلاحظ هنا أنه يقال له ابن كلاب وليس كلابا، مما يدل عل أن هذا اللقب ليس له وإنما لأبيه أو أحد أجداده، وهذا يجعل التحليل الذى ذكروه محل نظر.