من سبقه من العلماء حفظا واطلاعا، ونلمح في حياته الأولى ما يلي:
أ - قوة حافظته وسرعة إدراكه لما يسمع أو يقرأ، وذكر مترجموه لذلك قصة [1] .
ب - محافظته على الوقت منذ صغره، وذكروا لذلك حكاية [2] ، ولذلك سار بقية حياته في عمل؛ إما جهاد أو تدريس أو أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر أو تأليف للكتب والرسائل والرد على المخالفين.
جـ - قوة تأثيره وحجته، فقد أسلم على يديه يهودي وهو صغير [3] .
د - بدؤه بالإفتاء والتدريس في وقت مبكر، فقد أفتى عمره 19سنة [4] ، كما درس بدار الحديث السكرية [5] مكان والده في الثاني من محرم سنة 683هـ - أي بعد وفاة والده بقليل - إذ توفي في سلخ [6] ذي الحجة سنة 682 هـ [7] .
هـ - تمثلت مصادره الأولى مختلف فنون المعرفة ومنها: التفسير وعلوم القرآن، والسنة، الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، وسنن الدارقطني / ومعجم الطبراني، وما يتعلق بها من علوم الحديث والرجال، والفقه وأصوله، وأصول الدين والفرق، واللغة والخط والحساب، والتاريخ، إضافة إلى علوم أخرى [1] انظر العقود الدرية (ص:40) ، والكزاكب الدرية (ص80) . [2] انظر الرد الوافر (ص218) ، أعيان العصر عن المنجد (ص51) . [3] انظر الأعلام الحلية (ص17) ، وهو غير اليهودي الآخر الذي أسلم على يديه سنة 701هـ، انظر البداية والنهاية (14/ 19) . [4] أذن له بالإفتاء شرف الدين المقدسي، توفي سنة 694هـ، وكان يفتخر بذلك ويقول: أنا أذنت له بالإفتاء، انظر البداية والنهاية (13/ 341) ، والعقود (ص: 4) . [5] دار الحديث السكرية: كانت بالقصاعين داخل باب الجابية بدمشق، وبعد تولي ابن تيمية تدريسها حرص على توسعتها، فانتدب لذلك أحد التجار المحبين لشيخ الإسلام يقال له: محمد بن عبد الكريم التدمري، فاعترض أحد نظار الوقف، ولكن بعد أمور وقعت بناها التدمري وأتم بناءها سنة 685هـ. الأطلال (ص: 45 - 46) . [6] السلخ - بالفتح - آخر الشهر، انظر: تاج العروس مادة: سلخ. [7] انظر: العقود (ص5) ، والبداية والنهاية (13/ 303) ،، وذيل طبقات ابن رجب (2/ 388) ، والرد الوافر (ص146) .