جملة كافية، وتؤخذ الشهادة على أكابرهم ومشايخ قراهم لئلا يعود أحد منهم إلى التظاهر بالخطاب، ومن تظاهر به قوبل أشد مقابلة " [1] .
ولابن تيمية-رحمه الله- فتوى مشهورة في النصيرية وحقيقة مذهبهم وخطرهم وتعاونهم مع النصارى والتتار، والحكم عليهم وواجب ولاة المسلمين نحوهم [2] . وستأتي الإشارة إلى دور ابن تيمية في قتالهم وإخضاعهم- مع غيرهم من دروز وملاحدة ورافضة جبل كسروان- إن شاء الله تعالى.
ب- الدروز:
وهم طائفة يقولون بتأليه الحاكم بأمر الله الفاطمي والتناسخ والحلول. وكان أول من دعا إلى ذلك سنة 408 هـ حمزة بن علي بن أحمد الزوزني، وفي نفس الوقت ظهر عدة دعاة على شاكلته منهم: حسن بن حيدرة الفرغاني المعروف بالأخرم، ومحمد بن إسماعيل الروزي، وفي سنة 411 هـ قتل الحاكم بأمر الله - ويزعم الدروز أنه اختفى- فانتقلت هذه الطائفة إلى مناطق أخرى في بلاد الشام، أما في مصر فلم يبق لهم بعد هلاك الحاكم وجود حقيقى [3] . وقد استجاب لهذه الدعوة من القبائل العربية في الشام: بنو تنوخ وآل بحتر، وآل أرسلان، وبعد اعتناقهم لهذا المذهب الباطني تحركوا في سنة 423 هـ إلى جبل السماق، وجاهروا بمذهبهم وأخربوا المساجد، واعتدوا على المسلمين المجاورين، وكثر شرهم، ولكن أهل أنطاكية خافوا من تفاقم أمرهم، فجاءوهم وتلطفوا لهم حتى قبضوا على دعاتهم وأكابرهم وقتلوهم جميعا [4] . [1] صبح الأعشى (13/ 33-35) ، وانظر: الوثائق السياسية: العهد المملوكى (ص: 5 0 3) وما بعدها. [2] انظر: مجموع الفتاوى (35/145- 160) . [3] انظر في عقائدهم ونشأتهم: أخبار ملوك بني عبيد (ص: 94) وما بعدها، واتعاظ الحنفاء (2/13 1) ، وانظر: الحاكم بأمر الله (ص: 97 1) وما بعدها، و (ص: 4 31) وما بعدها، وتاريخ الدولة الفاطمية (ص:354) وما بعدها. [4] انظر: خطط الشام (1/224) ، والتنوخيون: نديم نايف حمزة (ص: 71) .