responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي    الجزء : 1  صفحة : 859
وقال تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} [1]، وقال: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً} [2]، فأشارت هاتان الآيتان إلى آيتين من آيات المسيح عليه السلام: الأولى: تكلمه في المهد، والثانية: تكلمه بعد نزوله قبل يوم القيامة وهو في حال الكهولة، وإلا فإن كلام الكهل في معتاد الأحوال أمر مألوف فلا وجه لعطفه على كلام الطفولة [3].
وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ} [4]، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية بأنه خروج عيسى بن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة [5]، أي: وإن عيسى لعلم للساعة تعلم بنزوله فلا تشكن فيها [6].
وأما الأحاديث في نزوله صلى الله عليه وسلم فمتواترة [7]، وعلى نزوله وقع إجماع المسلمين [8].
ولقد أنكر الشيخ محمد عبده أحاديث النزول في آخر الزمان، وبنى إنكاره على طريقين: الأول: أنها أحاديث آحاد متعلقة بأمر اعتقادي والتي لا يؤخذ فيها إلا بالقطعي الذي يورث اليقين [9]. والطريق الثاني: التأويل، وقد

[1] سورة آل عمران، الآية (46)
[2] سورة المائدة، الآية (110)
[3] انظر: ابن جرير: التفسير (6/ 420) ، والآلوسي: روح المعاني (4/ 179) ، وانظر أيضاً: محمد خليل هراس: الصدر السابق (ص: 20)
[4] سورة الزخرف، الآية (61)
[5] انظر: أحمد: المسند (4/ 328 ـ 329) ح: 2921، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
[6] انظر: محمد خليل هراس: فصل المقال (ص: 21)
[7] انظر: صديق حسن خان: الإذاعة (ص: 160) ، والكتاني: نظم المتناثر (ص: 147) ، وأنور شاه الكشميري: التصريح بما تواتر في نزول المسيح.
[8] نقل الإجماع: ابن عطية: المحرر الوجيز (3/ 105) ، والسفاريني: لوامع الأنوار (2/ 94)
[9] تفسير المنار (3/ 317)
اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي    الجزء : 1  صفحة : 859
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست