اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي الجزء : 1 صفحة : 792
الإمام ابن القيم، فقال: "ومنها استحباب مشاورة الإمام رعيته وجيشه استخراجاً لوجه الرأي واستطابة لنفوسهم، وأمناً لعتبهم، وتعرفاً لمصلحة يختص بعلمها بعضهم دون بعض، امتثالاً لأمر الرب ... " [1]. وممن قال بالاستحباب الحافظ ابن حجر [2]، وهو مذهب الماوردي وأبي يعلى، ويدل عليه ظاهر فعلهما [3]، فكلاهما لم يورد الشورى بين واجبات الإمام. والندب مذهب الشافعي [4]، وأحمد [5]، فتبين من ذلك كله أن الحق أن الشورى ليست واجبة بل هي جائزة ومستحبة، ومن قال بالوجوب ـ وأكثرهم من المحدَثين [6] ـ فلا أرى إلا أنهم متأثرون بالدعاية الجديدة والمبادئ الحادثة في نظام الحكم، وأكثرها من فلسفات لا تتعبد بشرع وبنظم لا تقول بوجوب الطاعة والسمع. وعلى رأي المحدَثين القائلين بالوجوب: الشيخ محمد عبده وتلميذه الشيخ رشيد رضا [7]. [1] زاد المعاد (2/ 141) وانظر: أعلام الموقعين (4/ 256) [2] فتح الباري (13/ 341) [3] انظر: الماوردي: الأحكام السلطانية (ص: 51 ـ 52) ، وأبو يعلى: الأحكام السلطانية (ص:37) [4] انظر: الأم (5/ 18) ط. الثانية 1393هـ. [5] انظر: المغني والشرح الكبير (11/ 396) [6] انظر: عبد القادر عودة: الإسلام وأوضاعنا السياسية (ص: 194) ، محمد أبو زهرة: ابن حزم (ص: 252) ، ومحمود شلتوت: الإسلام عقيدة وشريعة (ص: 438) ، وعبد الكريم زيدان: أصول الدعوة (ص: 207) [7] ويصرح رشيد رضا بألفاظ محدثة (كالديمقراطية) وتقييد سلطة الملوك والآراء. انظر: مجلة المنار (1/ 869) وهو ما يدل على تأثره بالأفكار الآتية من أوروبة. المطلب الرابع: ما يخرج به الخليفة عن الإمامة:
اعتمد الشيخ رشيد في هذا على ما أورده الماوردي ولخصه، وعلق عليه بعض التعليقات [8]، فقال: "وما ذكره من انعزال الإمام بالفسق قد [8] انظر: الماوردي: الأحكام السلطانية (ص: 53 ـ 60)
اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي الجزء : 1 صفحة : 792