responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي    الجزء : 1  صفحة : 600
الإنسان قادراً مريداً فاعلاً بالاختيار ... وأن أفعاله تستند إليه ويوصف بها لأنها تقوم به وتصدر عنه باختياره ... " [1]. ومع ذلك فإن الإنسان "غير تام القدرة ولا الإرادة ولا العلم" [2].
وبهذا فارق رشيد رضا المعتزلة القائلين بعدم قدرة الله على أفعال عباده وإرادته لها، والأشعرية المنكرين لتأثير إرادة الإنسان ويعيب عليهم قولهم: "بأن لا تأثير للأسباب في مسبباتها ولا لقدرة الإنسان في عمله ... " [3].
وهذه المرتبة ـ مرتبة الإرداة والمشيئة ـ قد دل عليها إجماع الرسل من أولهم إلى آخرهم، وجميع الكتب المنزلة من عند الله، والفطرة التي فطر الله عليها خلقه وأدلة العقول والعيان، وليس في لاوجود موجب ومقتضى إلا مشيئة الله وحده وإرادته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن [4].

[1] تفسير المنار (8/ 56)
[2] المصدر نفسه (4/ 195)
[3] مجلة المنار (9/ 81)
[4] انظر: ابن القيم الشفاء (ص: 80)
المطلب الرابع: الخلق:
وخلق الله تعالى لكل شيء متفق عليه بين الرسل وعليه جميع الكتب الإلهية، والفطرة والعقول والاعتبار، وخالف في ذلك مجوس هذه الأمة فأخرجوا طاعات عباده عن ربوبيته ومشيئته وخلقه، وجعلوهم هم الخالقين لها، ولا تعلق لها بمشيئة الله تعالى وخلقه [5].
وعن هذا الركن الهام من أركان القدر يقول رشيد رضا مثبتاً له: "إننا نؤمن بأن الله تعالى هو خالق كل شيء بقدرته وإرادته، واختياره وحكمته ... " [6].
ويقول في موضع آخر: "وهنا أمران كل منهما ثابت في نفسه:

[5] المصدر نفسه (ص: 91)
[6] الوحي المحمدي (ص: 232)
اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي    الجزء : 1  صفحة : 600
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست