اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي الجزء : 1 صفحة : 567
في الظاهر"[1]، وأن البحث في مسألة رؤية النبي يقظة هو بحث "علمي لا ديني إذ الدين لم يكلفنا باعتقاد أن الناس يرون الأرواح المجردة ولكن نقل ذلك عن كثير من الناس.....واختلف فيه هل هو حقيقي أو خيالي، أو في حالة بين اليقظة والنوم، وأن له طريقا صناعية –أي التخيل- وأن هذا أمر مبهم، هو في ذلك كله يواجه ما ادعاه الصوفية من الكشف برؤية النبي يقظة وغيره "ويجب القطع ببطلان كل ما ينقل في هذه الحالة عن روح النبي صلى الله عليه وسلم وغيره...."[2].
هـ) - الزهد الصوفي:
لقد جاء القرآن بكل ما فيه صلاح النفس الإنسانية لتبلغ كمالها وسعادتها باتباعه، و"إن في إخلاص التوحيد وصدق الإيمان وطيب الإحسان فيما أنعم الله به لواحة وريفة الظل ... "[3]. وليس فوق هداية القرآن وإصلاحه للنفس هداية وإصلاح {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [4].
ولكن الصوفية لم تكفهم آيات الكتاب المنزلة للهداية وإصلاح حال البشرية، فابتدعوا طريقا آخر لإصلاحها، فوضعوا قوانين رياضية لتهذيب النفس، بل لتعذيب النفس، حتى تصل – بزعمهم- إلى كمالها. وسموا ذلك: "زهدا".
وزهد الصوفي هو: "بغض الدنيا والإعراض عنها، وقيل: هو ترك راحة الدنيا طلبا لراحة الآخرة. وقيل: هو أن يخلو قلبك مما خلت منه يدك"[5].
وأما الزهد السني، فهو ترك ما لا ينفع في الآخرة، وقصر الأمل، وليس الزهد بأكل أنواع من الطعام دون أنواع، ولا لبس شيء مخصوص [1] المصدر نفسه (7/500) . [2] المصدر نفسه (26/737) . [3] عبد الرحمن الوكيل: هذه هي الصوفية (ص:136) . [4] سورة الجاثية، الآية (6) . [5] الجرجاني: التعريفات (ص:102) ومع ذلك فقد وجد لكثير من "زهاد" الصوفية مدخرات وأموال كثيرة بعد وفاتهم وانكشاف ثرواتهم.
اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي الجزء : 1 صفحة : 567