اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي الجزء : 1 صفحة : 32
خلال الحرب العالمية الأولى التي امتدت من 1914م. ـ 1918م. [1].
وبدأت أحوال الدولة تسير في الانحطاط ـ كما ذكرت ـ وبدءاً من عهد سليمان القانوني في أواخر القرن السادس عشر فقد بدأ الاختلال في أمور الدولة، أول ما بدأ باختلال نظام الانكشارية [2] الذي تحول في آخر الأمر إلى آلة فوضى وفساد [3]. وتبع ذلك فساد أمور الإدارة بوجه عام، وضعفت لذلك الحكومة المركزية [4]. وكان من الطبيعي أن يؤدي هذا النظام إلى نتائج سيئة لأنه يفسح المجال أمام الولاة ومطامعهم [5]. فالحكومة المركزية تميل أحياناً إلى استرضاء الوالي وتبقيه في منصبه تحت بعض الشروط، وتجنح أحياناً إلى الشدة وتأمر ولاة الولايات المجاورة بإرسال حملات عسكرية لتأديبه وإخضاعه لأوامر السلطنة. والوالي الذي ينجح في الحركة التأديبية بناء على أوامر السلطة كثيراً ما يطلب مكافأة له على عمله، إما بإقطاعه بعض المقاطعات الغنية وإما بتولية أحد أبنائه أو أقربائه [6].
إن الوقائع التي حدثت في مصر في عهد محمد علي باشا كانت دليلاً على الحالة التي وصلت إليها "الدولة العلية"، ولا يمكن أن نفهم تلك الأحداث على حقيقتها ما لم تؤخذ بنظر الاعتبار حالة الدولة العلية يومئذ. [1] انظر: ساطع الحصري: مصدر سابق (ص9ـ 10) ، وأحمد شلبي: مصدر سابق (5/ 697) وما = = بعدها. [2] هم جند أنشأه العثمانيون على شكل خاص وأكثرهم من أصل مسيحي، من غلمان البلاد المفتوحة الذين فقدوا آباءهم فربوهم تربية إسلامية وعسكرية، ليكونوا لهم جنداً ليس لهم عصبية جنسية ولا دينية. وكان لهذه الفرقة تقسيم وتنظيم خاص، ليس له مثيل. انظر: جورجي زيدان: مصر العثمانية (ص: 65ـ 66) ط. دار الهلال، ت: محمد حرب. [3] انظر: بروكلمان: مرجع سابق (ص 539) . ومحمود شاكر: مرجع سابق (8/112ـ 113) ، وساطع الحصري: مرجع سابق (ص:47) . [4] ساطع الحصري: مرجع سابق (ص 48) . [5] نفس المصدر (ص49) ، ومحمود شاكر: مصدر سابق (8/121) . [6] كما في حالة محمد علي: انظر: جورجي زيدان: تاريخ مصر (ص160) ، وقطاوي: "محمد علي وأوروبا" ط. دار المعارف، مصر. (ص193وص:78) . ومحمد حرب: السلطان عبد الحميد الثاني (ص22ـ 23) دار القلم ـ دمشق. ط1، 1410هـ. =1990م.
اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي الجزء : 1 صفحة : 32