اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي الجزء : 1 صفحة : 221
مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [1]، وبقوله {.. فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا} [2] مع قوله: {.. فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} [3]، ففي هذين الدليلين سوّى الله تعالى بين اسم الإسلام واسم الإيمان فدل ذلك على أن من آمن فهو مسلم، وأن من استحق أحد الاسمين فقد استحق الآخر [4].
وأجابوا عن قوله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [5]، والذي يدل بظاهره على الفرق بينهما، بأن الإسلام المذكور ليس على الحقيقة، وإنما كان على الاستسلام أو الخوف من القتل، وكذا أجابوا على كل دليل ظاهره الفرق [6].
القول الثاني: التباين: فقال فريق من أهل العلم أن الإسلام يباين الإيمان ويفترق عنه، وممن قال به: الزهري [7] وحماد بن زيد [8] وأحمد بن حنبل، ومن التابعين: الحسن ومحمد بن سيرين [9] ومن الصحابة عبد الله بن عباس [10]، واستدل هؤلاء بآية الحجرات: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [11] على أن الإيمان المنفي هو الإيمان الكامل الذي يمدح [1] سورة الذاريات: الآيتان (35 و36) [2] سورة البقرة: الآية (137) [3] سورة آل عمران: الآية (20) [4] انظر: ابن منده: الإيمان (1/332) [5] سورة الحجرات: الآية (14) [6] انظر: البخاري: الصحيح: ك: الإيمان، باب: إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة.. (1/ 99) [7] هو محمد بن مسلم بن شهاب القرشي الفقيه الحافظ، الإمام العلم، متفق على جلالته وحفظه، ت: 124هـ. السير (5/326) (والتقريب: 896) [8] حماد بن زيد بن درهم، ثقة ثبت فقيه مات 179هـ (تقريب: 268) [9] هو محمد بن سيرين الأنصاري أبو بكر: تقة عابد كبير القدر، ت: 110هـ (تقريب: 853) [10] انظر: ابن منده: الإيمان (1/ 321) وابن رجب: جامع العلوم والحكم (ص: 26ـ 27) ط. الحلبي بمصر، الرابعة 1393هـ [11] سورة الحجرات الآية (14)
اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي الجزء : 1 صفحة : 221