responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناظرة بين الإسلام والنصرانية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 76
الصلاة له. فقال له الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم -: " ألم يكونوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بكلامهم "؟ قال بلى، قال: " فتلك عبادتهم من دون الله» [1] . إذن- أن يكون هناك حق التحليل والتحريم لغير الله وحده فهذا هو الشرك. ولذلك نجد الإسلام ينفي أن تكون سلطة التحليل والتحريم إلا لله.
فلا تكون حتى للرسول محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم - فالرسول لا يملك حق التحليل والتحريم إلا بوحي من الله، والله عتب عليه حينما حرم على نفسه شيئا فقال له: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ} . (2)
في هذا النص الإنجيلي الذي قرأته عليكم نجد مكانة بطرس عالية.
ولكن انظر في آخر الصفحة ماذا يقول؟
في أول الصفحة نجد بطرس - كما يقول الإنجيل على لسان المسيح - هو الصخرة التي سيقيم عليها المسيح بناء دعوته، ويشدها إليه، وهو صخرة راسخة لا تنال أبواب الجحيم منها، وأن بيده مفاتيح ملكوت السماوات. ثم لا تكاد العين تتملى هذه الصورة العظيمة لبطرس حتى تلقاها صورة أخرى مضادة تماما تمسخ هذا الحواري مسخا وتحيله من إنسان إلهي إلى شيطان مريد. هكذا فجأة. . وأين ذلك؟ . . في إنجيل متى نفسه وفي نفس الإصحاح رقم 16 وبعد عددين اثنين- أي حوالي سطرين فقط- من كلمات السيد المسيح المبشرة له.
يقول متى: " من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي

[1] هذا جزء من حديث طويل، أخرجه الترمذي في كتاب التفسير 4 / 342، وابن جرير الطبري في تفسيره 14 / 209-210، وعزاه ابن كثير في تفسيره 2 / 349 إلى أحمد في المسند. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن سلام بن حرب، وغطيف بن أعين: ليس بمعروف في الحديث آخر كلامه. المحقق.
(2) سورة التحريم، آية 1.
اسم الکتاب : مناظرة بين الإسلام والنصرانية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست